يعد التلفزيون من الوسائل الاعلامية العصرية المهمة التي تفوق في أهميتها وتأثيرها وسائل الإعلام الأخرى، كونه يجمع بين الصورة المرئية والكلمة المسموعة في وقت واحد. ونظراً للمزايا التي تتمتع بها هذه الوسيلة الاعلامية، فانه استطاع أن يكون بلا منازع، القناة الثقافية الأولى التي تغذي الناس بالكثير من المعلومات والحقائق والخبرات والمعارف المتنوعة والأخبار المختلفة.. لذا ينبغي التعامل مع هذا الجهاز بحكمة بالغة، وعلى نحو يكرس وجوه الخير، ويرسخ أقدام الفضيلة في المجتمع، ويخلق روح الاستنكار ضد السلوكيات المنحرفة. 
 ومن الجوانب الايجابية للتلفزيون، إنه ينمّي لدى الطفل القدرة على التخيل، ويستثير الخيال، كما يعمل على توعيته بأهمية دور كل من الولد والبنت في الحياة، لذا يمكن أن يكون له آثاره الطيبة والايجابية على سلوكهم الاجتماعية، فكثيراً من البرامج التلفزيونية تحث على برّ الوالدين، وفعل الخير، وعمل الإحسان، عن طريق ما تقدمه من مشاهد مأساوية عن الفقراء والمصابين أو المنكوبين في حوادث، مما يجعل الناس يتأثرون بها، ويسارعون إلى فعل الخيرات في مثل هذه الحالات، لتقديم العون إلى اخوانهم المنكوبين.
 كذلك فان بعض البرامج الدينية تبصّر المشاهدين بأمور دينهم الاسلامي الحنيف، وتقدم لهم بعض الآيات القرآنية مع تفسيرها وشرحها لهم، كما تجيب عن استفساراتهم وأسئلتهم، وتدير الحوار والمناقشة مع بعض العلماء حول بعض الأمور والقضايا التي تتعلق بشؤون حياتهم ومجتمعهم، وتسويتها بما يتماشى مع تعاليم دينهم.. كذلك ثبت أن البرامج التلفزيونية الهادفة والمخطط لها بدقة، يمكن أن تنمّي الوعي لدى المشاهدين الراشدين للعادات الصحية، وقواعد السلامة المرورية، ومعاقبة الخارجين عن القانون، وتعليم الأطفال الصغار كيفية معاملة الآخرين، ومخاطبة الكبار، وتنمية القيم الاجتماعية الايجابية.
 ومما يجعل التلفزيون واحداً من أهم مصادر الإعلام؛ هو تحقيقه لشروط ثلاثة، تستلزمها المعرفة الفعالة، أولها: إن المتلقي يستمتع كثيراً به، ولذلك ينشأ لديه استعداد سابق بتقبل ما يعرض. وثانيها: إن المشاهد ينفق كثيراً من الوقت في المشاهدة. واذا كانت الآراء والقيم التي يقدمها التلفزيون متماسكة دائماً، فان المشاهد يتلقى الكثير من المعاني التي تسير في نفس الاتجاه، مدعمة احداها الأخرى. وثالثها: إن التلفزيون يؤثر في حاستين معاً في وقت واحد، وبذلك قد يقدم المشاهد أكثر مما تقدمه نفس المادة، حين يسمعها في الراديو، أو يقرؤها في كتاب.