كربلاء القرآن والسنة، مرقد الأبرار، مسجد الساجدين، الكرامة والشموخ، جنة الله على الأرض، مركز الإشعاع، السمو والعلا، القمر المنير، العزة والإباء، ضوء الهداية، الثورة والتحدي، طريق الأحرار، منارة الدنيا، قبلة القلوب، نور الأبصار، صرح الدين، حاضرة الأمجاد، مصباح الدجى، الدم الطاهر، الأرض الزاكية، هدف المستبصرين، رجاء الآملين، الهامات العالية، النصر الكبير، حاضنة الصابرين، شعار المؤمنين، الشمم والكبرياء، عزيمة الثائرين، نبراس الأئمة، ساحة الحق، الشمس في رائعة النهار، العدل والسؤدد، سلطان النفوس...
هذه الأوصاف غيض من فيض، لقبلة القلوب الظمأى، والعقول الحيرى، والأنفس الملتهبة والمشتاقة، لهذه المدينة المقدسة؛ فعندما نشد الرحال لزيارة سيد الشهداء، وبطل كربلاء.. ومن مسافة غير قليلة، تشاهد أعيننا الباكية، تلك القباب الذهبية، وهي تتلألأ، وقد زيّنت المدينة، وزادتها ألقاً..
هواؤها النقي وعطرها الفواح، أضفيا على المدينة شعاعاً براقاً، وقد أراد الطغاة إزالتها، ومحوها من على الأرض، لكنها تجذرت بأمر إلهي، وصار الناس يلتفون حولها، عند المصائب والمحن، فكان التفافهم حولها، هو الرد القوي على قول يزيد بن معاوية، عند دخول سبايا آل البيت إلى الشام:
(نعبَ الغرابُ فقلت صح أو لا تصح * فلقد قضيتُ من الغريم ديوني)
حيث أراد بقوله، إعادة الإسلام الى عهد الجاهلية، والتذكير بأخذ الثأر، حينما قُتل جده وأخواله في معركة بدر الخالدة، بقيادة رسولنا الأعظم (ص) وآله.. فسلام على كربلاء بأعين عبرى وقلوب حرى.. وسلام على ثرى كربلاء، الذي ضم بين جوانحه تلك الأجساد النقية الطاهرة...
|