• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التفكك الأسري وتأثيره على السلوك الاجرامي .
                          • الكاتب : صلاح حسن التميمي .

التفكك الأسري وتأثيره على السلوك الاجرامي

تشير معظم نتائج الدراسات التي قام بها العديد من الباحثين والمختصين، إلى ان التصدع الذي يصيب جدار البيت الاسري، له النصيب الأوفر في ولادة السلوك المضاد للمجتمع، بما فيه الفعل الاجرامي الذي يشكل عقبة كأداء في تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة في المجتمع؛ وان مثل هذا التفكك، يحدث نتيجة وهن أو سوء تكيف وتوافق وانحلال، يصيب الروابط التي تربط الجماعة الاسرية بعضها مع البعض الاخر؛ ولا يقتصر وهن هذه الروابط على ما قد يشوب العلاقة بين الرجل والمرأة من توتر وتأزم، بل قد يشمل علاقات الوالدين بأبنائهما. 
 وقد اتضح بشكل جلي، أن الأسر المنفصلة، سواء كانت هذه الأسر منفصلة انفصالاً إرادياً أو عارضاً كاملاً أو كامناً، تظهر فيها مظاهر الجريمة والانحراف، وتتفق في ذلك كل الاحصاءات التي اظهرت ان نسبة سبعين بالمئة من الاحداث الجانحين، قد نشأوا في أسر منفصلة؛ لذا فان من الطبيعي ان مثل هذه الأسر التي يعتريها التوتر والشقاق وسوء الوفاق، لايكون نصيب أبنائها من جرعات التنشئة الاجتماعية الضرورية، إلا النزر اليسير، وبالتالي تكون الدعائم التي ترتكز عليها تربيتهم، ركائز ضعيفة ليس لها القدرة والامكانية على مواجهة تيار الانحراف الجارف، وان هناك اعداداً من الجانحين، كان آباؤهم وامهاتهم مجرمين، أو أن هناك فقدان في العاطفة، أو ترد في العلاقة الزوجية، وغير ذلك من الأسباب التي تتمثل في البيوت المنهارة. ويأخذ التفكك الاسري اشكالاً متعددة وصوراً مختلفة، ويمكن أن يقسم هذا التفكك على نوعين هما:
أ‌. التفكك الجزئي: ويتم في حالات الانفصال والهجر المتقطع، حيث يعاود الزوج والزوجة حياتهم وعلاقاتهم، ولكنها تكون مهددة من وقت لآخر بالانفصال والهجر. 
ب‌. التفكك الكلي: ويتم بانتهاء العلاقات الزوجية بالطلاق، أو تحطيم حياة الأسرة بقتل أو انتحار أحد الزوجين أو كليهما معاً. 
ومن جهة اخرى يقسم التفكك أيضا على صنفين رئيسيين هما: 
أ‌. التفكك من الناحية القانونية: ويحدث نتيجة انفصام الروابط الاسرية عن طريق الطلاق أو الهجر. 
ب‌. التفكك من الناحية الاجتماعية: ويشتمل على معنى اوسع من الأول، حيث يضم إلى جانب الانفصام الشقاق في الاسرة والصراع فيها، حتى لو لم يؤدّ هذا الشقاق والصراع إلى انفصام روابط الاسرة.
 وقد اثبتت الدراسات العلمية، أن الولد في ظل أبويه ينشأ ذكياً، وتنخفض نسبة ذكائه كلما ابتعد عن أمه وأبيه، ففي دور الايتام والحضانة، تقوم المربية بالاشراف على كل عشرة اطفال، فتنخفض نسبة ذكائهم اربعين بالمئة عن الطفل الذي ينشأ مع أمه أو إحدى مربياته. 
 ومن هذا المنطلق، يمكن القول أن الطفل الذي ينشأ في بيئة اسرية مضطربة، ويترعرع في ظل اجواء تسودها روح الكراهية والبغضاء وسوء المعاملة، فان ذلك بالتأكيد سينعكس سلباً على نشأته واستقامة خلقه، وبذلك تكون مثل هذه الأوضاع الشاذة التي يمر بها الطفل، سبباً في انحراف سلوكه واعوجاج خلقه، فلا يرتجى منه الا الخير القليل، ولا يؤمل منه إلا النفع اليسير، وعليه تكون مسألة انحرافه أمراً مفروغاً منه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157203
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15