لقد بات الاهتمامُ بقضايا الطفولة، والعمل على تحقيق متطلباتها في عصرٍ تتضاعفُ فيه المعلومات سنوياً، من أهم القضايا التي تشغل المهتمين, وأصبح السعي إلى الارتقاء بمنابر الطفل الثقافية وتعزيز وسائلها؛ من أكثر الأمور إلحاحاً وأهمها على الإطلاق, وذلك بغية الإعداد المتكامل للطفل - عقلياً وانفعالياً واجتماعياً - ليصبح قادراً على مواكبة التطوّر العلمي والتفجّر المعرفي، وعلى تحمُّل أعباء المستقبل الذي سيملك فيه المتعلِّم مقومات السيادة على غير المتعلِّم، وليتمكَّن من الإسهام الإيجابي والفاعل في بناء وتطوير المجتمع الذي يعيش فيه.
ولا تتحقَّق هذه الأهداف إلا من خلال الاهتمام بجميع الجوانب التي تخصُّ حياة الطفل، وفي مقدمتها الجانب الثقافي.
وتعتبر صحافة الأطفال وسيلة لتعليم وتثقيف الطفل, وتوسيع آفاق معارفه، ولتنمية مهاراته وإثراء خبراته، كما أن صحافة الأطفال تمتلك مقدرة استثنائية في صياغة الاتجاهات الإيجابية لديهم، وتزويدهم بالقيم - التي تدعوه لاحترام الإنسان والمجتمع - والمفاهيم والحقائق التي تتماشى مع العصر بطرق شائقة وأشكال مبسطة, بالإضافة إلى إمتاع الطفل وإدخال البهجة والسرور إلى نفسه وتنمية التذوق الجمالي، وإشغال أوقات فراغه بما يعود عليه بالفائدة، وهي بذلك تسهم في تحقيق غايات التربية والتعليم.
|