قبل تشيّعي ذهبتُ الى الحج، وحين نوينا الذهابَ الى المدينة لزيارة قبر النبي (ص)، قال أحد المشايخ السعوديين: الحج عرفة وزيارة قبر النبي بدعة! وأكدها شيخ مصري كان معنا، وهكذا عدت لمستقري في فرنسا دون زيارة قبر النبي (ص)، وإذا بالنبي (ص) يطوف عليّ في الرؤيا، وهو يقول: إذا أنت لم تزُرْني فأنا أزورك... وهكذا قررت أن أعيدَ الحج من السنة التي بعدها مباشرة، وذهبت لزيارة قبر النبي (ص).
أنا كنت أجهل هذه الأمور، والمعلومات التي لديّ مشوّشة ومشوّهة عن أهل البيت عليهم السلام، بفعل التيارات المتطرفة في كلّ البلاد العربية، تلفزيونات، صحف، حرب على الشيعة، وأغلب معلوماتنا في مصر ترى أن الشيعة هم أناس كفرة لايمكن التعامل معهم في حدود الإنسانية، ووجوب الابتعاد عنهم... ومثل هذه التخاريف التي لاتستند الى أمر عقلي أو منطقي وكنا نصدقها؛ عجيب كيف كنا نصدقها ؟!!!
وطاف عليّ بعد الحج في رؤيا مباركة ثانية، ودعا لي بالخير. المشكلة أيامها كنت أشتم الشيعة؛ لكونهم يرفضون رموزاً كنت أؤمن بها، كنا نغفر لمن يتطاول على النبي (ص) لكننا لانغفر لمن يتطاول على الصحابة! وأدهشتني بعدها القراءة والمطالعة، ووقفت أمام حقيقة أذهلتني كثيراً عند أبن كثير، ولم أجد حديثاً واحداً مروياً عن طريق أهل البيت عليهم السلام في أجزائه الأربعة، بعدها بدأت أسأل عن مدينة العلم؛ وأدهشني تحريفا لابن كثير في تفسير معنى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا...) يقول: إن عبدَ الله بن عمر كان يشتري عنباً، فأعطى حبة عنب الى مسكين ويتيم وأسير... أليست هذه سخرية حين يحرّف الواقع بشكل مجاني وغبي أيضاً..؟ هذه المسألة استفزتني كثيراً، ورحت أبحثُ الى أن وصلت الى الهداية باقتناع, وربك يهدي من يشاء.
|