أكّدت بعضُ التجارب الطبية التي واجهها الدكتور (د. رايد)، الطبيب المسؤول عن المركز الرياضي البريطاني في لندن، ان حالات الألم التي يتعرضُ لها بعض اللاعبين من حين لآخر، تكون في بعض الأحيان آلام وهمية، ذات مصدر نفسي عميق.
وهذه الآلامُ إذا لم تُعالج في الوقت المناسب، أوصلتْ صاحبها الى قمة الحالات العصبية، مثال على ذلك، لاعب كرة، امتنع عن اللعب على أثر آلام شديدة أصابته في ركبتيه، وأفقدته عن الحراك. وقد أجريت للاعب جميع الفحوصات الطبية اللازمة، دون أن يتبيّن أي أثر للمرض أو أي سبب عضوي وراء الآلام المبرحة.
بعد الدخول في تفاصيل حياة اللاعب الخاصة، وتشجيعه على الاعتراف بمشاكله النفسية، تبيّن أن الشاب كان يعاني آلاما نفسية شديدة من جراء غلطة اقترفها، وهو حائر لا يدري كيف يتخلص من المأزق الذي حلّ به، فعقدة الذنب تمكنت منه الى درجة منعته النوم، وحتى الطعام، وكانت النتيجة هذه الآلام المبرحة في ركبتيه.
هذه الآلامُ الجسدية، كانت آلاماً وهمية سببها الضغط النفسي الذي ولّده الشعور بالذنب، فجاءت بشكل قصاص هو في الواقع تورية جانبية، لطمس معالم المشكلة الأساسية، وهي الخوف والهرب من تحمل المسؤولية.
بعد ظهور الحقيقة استطاع الطبيب أن يقنع اللاعب بضرورة مواجهة الواقع، وتحمل التبعات كرجل، وذلك بعد أن هيّأ له الجو النفسي الملائم لتخطي المشكلة، وكانت الدهشة الكبرى.. فقد تلاشى الألم، وعاد الشابُ الى حياته الطبيعية.
حالات اخرى متشابهة عرضها الدكتور (رايد) لإثبات لهذه النظرية الطبية المهمة، وخاصة في عصرنا اليوم حيث الأمراض في ازدياد، والسباق الى الهروب من المشاكل الحياتية المتراكمة لا تنتهي...
|