هل يستطيع احد منا مهما بلغ به العلم أن يغير مفردة في القرآن الكريم ليضع بدلها مفردة أخرى ؟ كنت اسأل نفسي هذا السؤال وانأ اقرأ القرآن بتمعن :ـ هل ممكن النظر في بدائل المفردات على سبيل المعاينة ، وكنت أرى نتيجة كل تجربة من تجاربي تنتهي بعدم قناعتي وعجزي ؟لأن كل مفردة من مفردات القرآن تأخذ موقعها اللائق بها ، وضعت وضعا فنيا ، بقصدية ربانية فشغلت مكانها المناسب الذي لا يمكن استبدالها بكلمة أخرى والا أدى ذلك الى اضطراب في الكلام ، صرت أدرك يوما بعد يوم عبر تجاربي الصغيرة ومحاولاتي الغير مجدية بان القرآن الكريم في أعلى طبقات البلاغة ، أعود لتجربتي أغير المفردات دون أن اخبر أحدا عن الذي افعل ، أجد ان الكلمة التي أضعها غيرت المعنى المطلوب فيصير عندي فساد الكلام ، وتذهب بجمال الجملة القرآنية تسقط البلاغة لان كل مفردة تتميز بها عن صاحبتها ـ قرأت لأحد علماء البلاغة ان اختيار المفردة في القرآن هي دعامة من دعامات فصاحة القرآن الكريم ، ، وعالم آخر يرى إن مفردة إي مفردة ومهما كانت بصيرة ستعجز عن أن تسد بدل مفردة قرآنية قررت إزاحتها في سبيل التجربة لان المفردة القرآنية قدرت تقديرا محكما لذلك لا توجد مفردة قرآنية زائدة أو أخرى فيها نقص في المعنى ، كل مفردة لها رسالتها الخاصة بها أردت في إحدى تجاربي أن أتأمل في جملة ( يجعلون أصابعهم في أذانهم من الصواعق ) فاستبدلت مفردة ويجعلون وضعت بدلها مفردة ويدخلون وغيرت الأصابع وضعت بدلها أنامل لأن الأنامل هي التي تدخل بالاذآن وليس الأصابع ، لكني قرأت فيما بعد إن الجعل يعطي استمرارية الفعل ودوام الفعل وللمبالغة في بيان سد المسامع وإيراد الأصابع يقول احد علماء البلاغة انها لإشباع المعنى وكأنهم سدوها بأصابعهم لاباناملهم والجعل والأصابع منحتنا صورة عميقة الاثر عن حيرتهم ودهشتهم بحيث صاروا لايهتدون الى استعمال الجوارح على النهج المعتاد ، تفسير مقنع زادني عشقا في التأمل وقفت أمام مفردة وصبغة الله التي تعني الاسلام وقفت عاجزة أن أجد اي مفردة ممكن أن تعوض مفردة الصبغة كونها جعلها في خلايا القلب ، عليه أنا أؤمن تماما بان المفردة القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز البياني
|