• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : المتعلقات الزمانية... في قصائد علي المعمار  .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

المتعلقات الزمانية... في قصائد علي المعمار 

 يستهل الشاعر (علي مالك المعمار) قصائده برسم ملامح الخطاب المباشر بين الرموز المقدسة والتي باستطاعتها أن تتمحور لإكتشاف بؤر الأحداث المهمة التي تشكل الواقع التاريخي وانتقاء مثل هذه البؤر تؤدي الى تناغمات شعورية مهمة مع مساعي القصيدة الحسينية التي سعت منذ نشأتها للموازنة بين الشكل والمضمون، لتركيزها على الثيم الولائية كقيمة من القيم الفنية التي تقوم على حضورها بنية القصيدة وتناغمات البيئي، فهو ابن شاعر حسيني مع مكونات المحيط الكربلائي حيث الشعر والشعراء والمواكب الحسينية... ومثل هذه المكونات تؤدي الى التمسك بالموروث المقدس، كمؤثر شعوري عام يوائم بين جميع مستويات التلقي الثقافية والاجتماعية بواسطة حضور الرموز المقدسة كمعطيات تشكل علاقة وثيقة مع مكونات القارىء والمستمع كونها أعدت للمنبري، لما تملكه هذه الرموز المقدسة من مساحات تأثيرية واسعة... مثل خطاب رملة مع ولدها القاسم عليهما السلام الذي يكشف الكثير من حيثيات الواقع التاريخي: 
(بيادر شوگ وسط الروح أخفيها 
          إلك يوليدي يا جسام أحچيهه
إجيتك والدمع جاري  وأريدك تسمع أخباري 
   إلك يوليدي يا جسام أحچيهه)  
 وهي مساحة سردية معدة للكشف عن الحدث التاريخي، وتمتد مساحات البوح الشعوري المنشود من قبل متلقٍ موالٍ يعيش مع القصيدة، مشاركاً مؤمناً بالمواساة، وبهذه الحالة يصبح مثل هذا التخاطب قضية مهمة لكشف التفاصيل عبر الأسماء المباشرة، والأسماء المرادفة، والضمائر مثل كاف المخاطبة... وهذه الأسماء لها هيمنة شغوفة في ذاكرة التلقي، بدلالات مرسومة وجاهزة في ذهنية العام؛ وهذا ما يفعّل حضورها الذي يحتاج بدوره الى مكونات دلالية، فكل رمز يمتلك استقلالية التمثيل والتماثل، وله متعلقات زمانية تتحرك بثلاثة محاور: 
المحور الأول/ الزمن الماضوي: وهو يشكل حجر أساس كل تنامي حدثي، ويمنح المنجز فرصة تكوين النموذج الأمثل لاستيعاب الحدث الكلي: 
(عله جناح الشوگ جيت اوياك لأرض الغاضرية 
 ردت أحنِّي اچفوفي ذنّي وأعلگ اشموعك بيدية 
او بدن عماتك يهلن والفرح بيّن عليه)
ويعني السعي في شجن التأريخي لتكوين الخطى الحثيثة الى تكوين النضج الشعوري. 
 الزمن الثاني/ الحاضر التأريخي: وكل حاضر في الواقعة أو في النص، يعتبر عند زمن القراءة من الماضي، لكن في الماضي يتناغم حضوراً في النص، توشج الأزمنة وتعزز الانفتاح على جميع الأزمنة المتعايشة: 
(وآنه اشوف الحومة تسعر باللهيب الجنه مسني 
كوم واتوكل على الله او خل افاخر بيك يبني) 
وهذه الأزمنة قادرة على إضافة القوة التأثيرية على النص الشعري الحسيني. 
 الزمن الثالث/ هو الزمن الاستباقي: ويتكون الزمن الاستباقي من عدة مكونات، منها التخمينية  والاحتمالية أو الغيبية والتي تثير الكثير من الشعورية، وتوقظ فينا أشياء رائعة، مثل الوعي اليقيني، والشجن، وتأملات داخل المسند التأريخي، أي بمدركات ذات رسوخ إيماني، يضيف الى القصيدة بعداً آخر هو التآلف الجمعي حول الفاجعة: 
(كبل متودعني يبني هاك من عندي الوصيه 
اتبلغ الزهره او تگلهه عن لساني ابهل المسية 
تنصب الديوان يمهه او زفتك تحضّرهه هيه) 
ومن حسنات هذا البعد منح النص مديات تخيلية مدروسة، وقيم رؤيوية تشكل جزيئات المستقبل المؤمن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156892
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 30