سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك

قد يرتكب الإنسان سيئة فتسوؤه ، ويملكه الندم ويحاسب نفسه بها ، ويضع نفسه بسبب ذلك موضع المحاسبة والنقد والتجريح ، ويرتكب حسنة فتسرّه ، ويعجب بها وتمتلئ نفسه زهواً وإعجاباً ، فتكون تلك السيئة التي ساءته خيراً له من تلك الحسنة التي أعجبته .

فإنّ تلك السيئة وضعته موضع التقصير ، وحسَّسته بالندم ، وأشعرته بذلّ التقصير بين يدي الله ، وهذه الحسنة ملأت نفسه بالعجب والزهو .

عن الصادق (عليه السلام) : ( أنّ الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه ، ويعمل العمل فيسرُّه ذلك فيتراخى عن حاله تلك ، فلأَن يكون على حاله تلك خيرٌ له مما دخل فيه ) . 
الشيخ محمد مهدي الآصفي  رحمه الله 
من كتاب العُجب