• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثم إنني رأيت الحسين!  .
                          • الكاتب : شهزلان عبدالله  .

ثم إنني رأيت الحسين! 

 وجدت السيوف اللامعة والدم المُراق ودفقات الجثث وصراخ الثكالى والأحصنة اللاهثة والحر القائظ وألسنة النار وألوان الخيانة وعتمة الغدر ودهاليز السياسة وستائر القصور وجموع الرؤوس المقصوفة والمذبوحة. رجل يخطب فيهم : أنا الحسين عليه السلام أبحث عن عدل قتلتموه وبلد أفنيتموه ووطن دمرتموه وشعب قصمتم ظهره وركبتم دُبره. 
هتفت بالحسين مرتجفاً محزوناً جزعاً ملهوفاً مهزوماً مكسوراً : يا حسين! 
تشنج الحراس ولوّح كبيرهم صارخاً : ماذا تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه!
اقترب العسكر بالأسلحة والمدافع والبنادق وخوذات الجنود وثياب العسكرية والأحذية الثقيلة والصفوف المنظمة والطلقات المنتظمة. 
صرختُ وعدوتُ وجُننت وقفزتُ ولطمتُ وجهي وكسرتُ عظمي. 
أَطْلقوا الرصاص، تخرق انفجاراته من فوهات البنادق، الأذن والقلب وأكباد الرجال، انغرس في جسد الحسين عليه السلام وانبثق الدم من جسده مندفعاً غزيراً طاهراً. 
ترنح وجثا على ركبتيه ورقد بجسده المغربَل بالرصاص ، الغارق في الدماء، ومات! 
هبط أحدهم من سيارته الضخمة، ممسكاً بمدفع له نصل معدني كالسيف، اقترب من جسد الحسين عليه السلام المسجّى، يقترب ويرفع السيف إلى الهواء، يتردد، يتوجس، يتفكر، ويقرر، فيمرر السيف إلى الجسد، إلى الرأس فيقطعه وينزعه ويرفعه ويحمله إلى سيارته فيأخذه ويأمر سائقه فيمضي. 
ويعدو رئيس الدواعش في الشارع يلوّح للناس ويحيىّ الجموع! 
وترحل عني السيارات والجنود والمدافع، والسيد والسادة والحراسة والقناصة. 
وأهتف: هاهو الشهيد وحيداً في الشارع ، مقتولاً مذبوحاً غارقاً في دمه السابح على الأسفلت، أقتربُ منه لكن المركبات العامة والسيارات الخاصة والعابرين والنفير المطلق والأقدام المسرعة والدراجات اللاهثة والأحصنة تجر العربات الخشبية،  تمنع عني الشهيد، تدوس جسده وتدهس بدنه، أصرخُ: واشهيداه! 
فيضحكون ويسخرون ويهزأون ويرسمون بأصابعهم علامات ضياع عقلي وذهاب مخي!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156679
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16