• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : لماذا تناسى الأحفاد موطن هجرة الأجداد! قراء في كتاب (الإسلام في أثيوبيا) .
                          • الكاتب : د . نضير الخزرجي .

لماذا تناسى الأحفاد موطن هجرة الأجداد! قراء في كتاب (الإسلام في أثيوبيا)

 يبدأ التاريخ الإنساني بلحاظ الأرض، من حيث موطن الهبوط، ومنه بدأ التناسل الإنساني والزحف البشري على مساحات الكرة الأرضية، بدوافع إجتماعية وأمنية واقتصادية وعقائدية، ولا يمكن التكهن بالموطن الأول للهبوط والتكاثر البشري على وجه القطع واليقين، فقد تعددت الروايات التاريخية بذلك، كما أن الحفريات لم تقطع الشك باليقين، ولكن ما لا شك فيه أن أفريقيا واحدة من القارات القديمة المسكونة، بل إن حفريات تتحدث عن النشأة الأولى للبشرية في هذه القارة السمراء.
وعلى مستوى التاريخ الإسلامي فان القارة الأفريقية هي أقرب القارات إلى آسيا احتكاكا واتصالا، فحيث بدأ التقويم الإٍسلامي زمناً من هجرة الرسول الأكرم محمد (ص) إلى المدينة المنورة، فان هجرة المسلمين الأوائل إلى القارة السمراء حصلت قبل ذلك بسنوات، أي أن القارة الأفريقية تعرفت على الإسلام قبل الهجرة النبوية، وبتعبير آخر أن للمسلمين هجرتين داخلية وخارجية، والثانية سبقت الأولى، بل من حيث الواقع الجغرافي الأمني فإن الهجرة الخارجية ساهمت بشكل كبير في خلق طوق أمني بحري يحمي جزيرة العرب من اعتداءات خارجية من طرف أفريقيا من خلال العلاقات الوثيقة التي بنتها حكومة الرسول الأعظم (ص) مع حكومة النجاشي.
هذا التاريخ الذي يحكم القارتين منذ عهود سحيقة، والإنتشار الإسلامي في ربوع ووديان هذه القارة المترامية الأطراف، يتابعه الدكتور (محمد صادق الكرباسي) في كتاب (الإسلام في إثيوبيا) الصادر حديثا عن بيت العلم للنابهين ببيروت في 71 صفحة من القطع المتوسط.
الطراز الإسلامي
تتميز إثيوبيا بموقع جغرافي متقدم، وبمناخ جميل، ولذلك يسميها أهلها مقارنة بالبلدان الأفريقية (سويسرا الثانية من حيث لطافة الجو)، ومن قبل كانت تسمى بلد الممالك أو بلد الطراز الإسلامي، حيث كانت الممالك الإسلامية تقع على طول الساحل البحري، فكانت الممالك لساحل أفريقيا المقابل لجزيرة العرب؛ كالطراز بالنسبة للثوب، ولذلك سميت الممالك بالطراز الإسلامي، ومن الممالك المشهورة آنذاك: مملكة ايفات، مملكة بالي، إمارة هدية، إمارة دارة، إمارة دوارو، مملكة أرابيني، ومملكة شرحة.
وبشکل عام فأن نسبة المسلمين في إثيوبيا اختلفت بين مصدر وآخر، نظرا لعدم وجود إحصاء عقيدي دقيق، فبينما يرى المؤلف أن المسلمين يشكلون نحو 65% من السكان 5% من الشيعة، يرى البعض أن نسبتهم هي 51% أي نحو أربعين مليون مسلم من بين أكثر من 66 مليون نسمة، فيما يرى البعض الآخر أن المسلمين يشكلون 31,4% من نفوس الإثيوبيين، بيد أن المعد يعدم وجود إحصائية دقيقة.
إن  الحديث عن إثيوبيا أو الحبشة ليس حديثا عن الماضي فحسب، إنه حديث عن الحاضر والمستقبل، حديث عن العودة للتلاحم مع مسلمي أفريقيا بعامة ومسلمي إثيوبيا بخاصة، وهي دعوة كما يأمل الأستاذ (محمد سعيد آل أبي إمام) إلى تذكر هذا البلد: (الذي تناساه المسلمون وتركوا الأهواء السياسية المعادية أن تلعب بها كيفما تشاء).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156639
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15