• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زيارة الإمام الصادق (ع) لأبي الفضل العباس (ع) .
                          • الكاتب : سعيد رشيد زميزم .

زيارة الإمام الصادق (ع) لأبي الفضل العباس (ع)

  تذكر العديد من الروايات بأن الإمام الصادق (ع) عندما جاء لزيارة عمّه أبي الفضل العباس (ع) وقف على مرقده الشريف وخاطبه بتلك الكلمات الرائعة التي دونت فيما بعد، وأصبحت زيارة دائمة لسيدنا العباس (ع).
من يطلع على مضامين تلك الزيارة يلاحظ دقة الكلمات الملحمية المدوية التي وصف فيها الإمام الصادق (ع) عمه (ع)، وهو يثني ويشيد بمواقفه وتضحياته الجسام، حيث أطلق (ع) عليه تلك الصفات والعبارات ذات المعنى الكبيرة.. يقول الإمام الصادق (ع) وهو يسلم على عمه (ع): (أشهدُ لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصحية..) الى آخر الزيارة المباركة.. هنا نمر على هذه التعابير التي تنم عن اعتزاز الإمام الصادق (ع) بمواقف عمه (ع)، ونأتي ونتحدث بايجاز عن المعاني السامية لهذه العبارات الكريمة:
التسليم: وتعني بأن سيدنا العباس (ع) قد سلم جميع أموره وقضاياه من أجل نصرة الإمام الحسين (ع)، ومن ثم الاستشهاد من أجله دون تردد، بل إنه (ع) وإخوانه الأجلاء كانوا يعشقون الشهادة من أجل نصرة الحق، فكانوا يتسابقون من أجل تحقيق هذا الأمر .
التصديق: إن سيدنا العباس (ع) قد صدق بكل ما جاء به الإمام الحسين (ع) في عدالة قضيته، ومن ثم إعلان ثورته ضد طغاة عصره، وهذا دليل واضح وأكيد بأن سيدنا العباس (ع) كان مقتنعاً قناعة تامة بأفكار وآراء الإمام الحسين (ع).
الوفاء: تحوي هذه الكلمة الجميلة على معانٍ كثيرة، منها إن سيدنا العباس (ع) قد وفى في ما عاهد عليه الله تعالى من نصرة الإمام الحسين (ع) والوقوف إلى جنبه وفي أصعب الظروف التي مر بها الإمام (ع)، علماً بأن الجيش الأموي في كربلاء عرض عليه (ع) وعلى اخوته الأمان مرات عديدة، إن هم تركوا الإمام الحسين (ع)، إلا أنه واخوانه الكرام رفضوا هذه الدعوات بقوة، بل إن هذا الأمر زادهم عزيمة من أجل الدفاع عن المثل العليا التي نادى بها الإمامُ الحسين (ع).
النصيحة: إن هذه الكلمة الطيبة تحوي على جملة من المعاني الإنسانية السامية، منها إن سيدنا العباس (ع) قد أخلص في النصيحة للإمام الحسين (ع)، وزاد على ذلك أنه (ع) قام بمخاطبة جنود بني أمية مرات عديدة من أجل تقديم النصيحة لهم، بغية ترك الباطل إلا أن هؤلاء الأوغاد لم تنفع معهم النصيحة، بل إنهم تمادوا في غيّهم وعنادهم.. وهكذا كان سيدنا العباس (ع) وفياً وصادقاً ومخلصاً لأخيه الإمام الحسين (ع)، وهكذا كان سيدنا العباس (ع) فارساً من الطراز الأول، وجبلاً شامخاً في وقفته الصامدة ضد أزلام بني أمية المارقين.. فهنيئاً لهذا الفارس الهمام وتلك الوقفة الخالدة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156574
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16