• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حقيقة الضمير.. .
                          • الكاتب : آلاء سعيد العيداني .

حقيقة الضمير..

  كلمات متشابهة في المعنى، مختلفة بالصيغة، وتتداول بحياتنا اليومية بصوره مستمرة وبمواضع كثيرة، وهي (ضميري يؤنبني)، (وهل لهذا الشخص ضمير؟)، ( واين ضميرك عندما فعلت هذا الامر؟) وغيرها من المرادفات لمعنى الضمير، فما هو هذا الضمير؟ وما هي حقيقته؟ فالضمير هو شيء حسي بداخل القلوب، وعندما يغرق القلب بالظلمات والتكبر والغرور والانخداع تعلو الانا والشهوات على صوت الضمير، ويصبح صوت الضمير يكاد يكون منعدماً لا يُسمع، فهو عبارة عن رادع داخلي يجعل الانسان يميز الحسن من القبح، وهو عامل مساعد يدفع الانسان الى اتخاذ السلوك السوي الصحيح والقرار الصائب السليم، ويدفعه إلى ان يتخلى عن السلوكيات المخالفة للقواعد العقلية التي اقرتها الشريعة الاسلامية.
 وربما يسأل سائل: هل هناك أناس لديهم ضمير؟ وهناك من ليس لديهم ضمير..؟  بين اهل البيت(عليهم السلام) من خلال قول الامام زين العابدين(عليه السلام): (يا بن آدم، لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همك، وما كان لك الخوف شعاراً، والحزن لك دثاراً، يا ابن آدم إنك ميت ومبعوث، وموقوف بين يدي الله عز وجل، ومسؤول، فأعدَّ جواباً..).( الإمام السجاد(عليه السلام): ج1/ ص74).
 ويقول الإمام الجواد(عليه السلام): (المؤمن يحتاج الى توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه) (حياه الامام محمد الجواد(عليه السلام): ج1/ ص3).
إذن، الضمير موجود لدى الانسان المـؤمن، لكن بكثرة ارتكاب الموبقات يؤدي الى ضعفه وتعطيله، فالضمير لا يموت لكنه يضعف، ودلالة على ذلك فأن تصرفات الانسان اذا اقدم على فعل، وكان لديه قلق وخوف ووجل، فحتما هذا الضمير يردع الانسان؛ كونه يقدم على فعل غير مرغوب به، فلكل انسان بداخله رادع يرشده الى فعل الصواب وترك الخطأ. 
  وعبر القرآنُ الكريم عن تأنيب الضمير بالنفس اللوامة، ربما يرجع إلى لوم النفس اللوامة التي أقسم الله تعالى بها في القرآن الكريم: ((ولا أقسم بالنفس اللوامة)) وهي رقيب ذاتي للإنسان يعاتبه على تقصيره، وكلما ارتقى الانسان في مراتب التكامل كلما ضعف تأثير تأنيب الضمير، لاسيما مع تدارك المعصية بالطاعة، والضلال بالهداية، والبعد عن الله تعالى بالتوبة والرجوع اليه.
 ولابد ان ننمي الضمير لدينا من خلال الرياضات الروحية المتعددة: كترويض النفس على ترك كل الافعال السيئة المحرمة وغير المحببة، وتعويد النفس على الابتعاد عن المنكرات، فضلاً عن التربية السليمة الصحيحة التي يتلقاها الفردُ من والديه، والتي تزرع بداخله بذوراً تثمر عند التقدم بالعمر.
ولعل تنمية الضمير عند الصغر له اهمية كبيرة في كل مراحل الحياة، اضافة الى أن غذاء الضمير ودواءه القرآن الكريم، والمداومة على قراءة بعض من اياته يوميا يسهم بشكل فعال جدا في جعل الضمير صاحياً ويقظاً، ولديه الحصانة من الإقدام على الوقوع في الخطأ او التفكير فيه، في أي حال من الاحوال.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156370
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16