• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التطفيف مشكلة العصر ح1 .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الرزاق فرج الله .

التطفيف مشكلة العصر ح1

وعن أنس (رض) ان رسول الله ص قال: (اللهم بارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم ومدهم يعني أهل المدينة). صحيح البخاري 3/68. وفي ذات الوقت ينبغي أن لا يباع أو يكال بصاع غير صاع المصر الذي تعارف عليه أهله. فعن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال: (لا يصلح للرجل أن يبيع بصاع غير صاع المصر) الوسائل 17/347.
الثاني: التطفيف بالوزن، وهو ما يقوم به المطففون من نقص العيارات التي توضع في مقابل المبيع، أو تثقيل أو عرقلة كفة المبيع بشيء ينقص وزنه.
الثالث: التطفيف في العد، كما يتعاطى ذلك في ذرع القماش والأرض بما يتعارف عليه الباعة المطففون من مقاييس ناقصة للطول، أو ما يتلاعبون به حال القياس.
الرابع: التطفيف بالاحتيال وخلط الرديء بالجيد، والمطلوب بغيره والذي يندرج تحت عنوان الغش والتدليس، الذي يأخذ به البائع كثيرا ويعطي قليلا، وهو من أهجن أنواع التطفيف، إذ يجمع به المطفف بين الغش من ناحية وبين إعطاء القليل من ناحية أخرى. كما يروى ان رسول الله ص مرّ برجل يبيع طعاما فأدخل يده فيه فإذا هو مغشوش، فقال رسول الله ص: (ليس منا من غش) سنن ابن ماجه2/749.
وفي حديث المناهي عن رسول الله ص انه قال: (من غشّ مسلما في شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق) الوسائل: 17/282.
وقال رسول الله ص: ألا ومن غشنا فليس منا... قالها ثلاث مرات... ومن غش أخاه المسلم نزع الله بركة رزقه وأفسد عليه معيشته، ووكله إلى نفسه) نفس المصدر/283.
ومن الممكن أن نوسع من مفهوم التطفيف، لانطباقه على كافة شؤون الحياة الاجتماعية، لأن المطفف هو الذي يجور في علاقته بأخيه المسلم، فان كان الحق له اخذ ضعفا، وان كان الحق عليه اعطاه لصاحبه بخسا، فهو يختلس الأمور لصالحه الخاص وأنانيته، ويريد أن ينتفع ولا ينفع، فهو في كل شيء يعطي قليلا ويأخذ كثيرا، فتراه لا يتورع أن يتربص بأخيه الهفوة ليسحق كرامته ويخرق حرمته، ويخفر ذمته، ولا يترك طريقا للخير أن يصله، فهو في علاقته به مجحف مطفف باخس لكل استحقاقاته في الحياة، فهو لا يقل عقوبة عن عقوبة بخس المكيال والميزان، لأن كليهما قد ضيع الحق ومنعه عن الناس، قال الإمام الصادق ع: يا يونس من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل من عرقه أودية وينادي مناد من عند الله هذا الظالم الذي حبس عن المؤمن حقه، فيولج أربعين يوما ثم يؤمر به الى النار) عقاب الأعمال 2/240.
وقال ع: من مشى في حاجة أخيه المسلم فلم يناصحه فيها كان كمن خان الله ورسوله، وكان الله عز وجل خصمه) نفس المصدر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156325
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15