تتجسد في ذهنية الانسان نثار أوهام عبارة عن وساوس، منها ما يأتي من النفس نفسها، ومنها ما يأتي من عبث الشيطان؛ كالحسد والتشاؤم... ويرى معظم من كتبوا في هذا المضمار، أن ثمة صفات مغروزة في النفس الانسانية، لما فيها من وساوس كالحسد والغيرة، وذلك لإحتواء الطابع التكويني للإنسان لمجموعة من الميول والرغبات والشهوات، فتظهر آثارها بالنفس.
لقد سعى الاسلام لإزالة الجوانب السلبية لإضعاف تأثيراتها الشعورية، ومن ثم السعي لإعمار الجوانب الايجابية في النفس، وزيادة فاعلية الوجدان والعقل، ويعني الفطرة او الارادة التي توجه عواطف وانفعالات وأفكار الانسان بالاتجاه الذي يريدها، وهذا يدلنا على أن الشك والظن يسهل زرع تلك الهواجس. أما الايمان يسعى لحالة زرع اليقين، والتفكير الصحيح المدرك الذي سيمنع مثل تلك الاوهام.
فلو نقف عند معنى الاستعاذة من الشيطان الرجيم، او الانتباه الواعي الذي يمنع الوساوس من الرضوخ من النفس الانسانية، فتكون كموانع صد، فلذلك ترى الناس يواجهون الحاسد بالصلوات على محمد وال محمد، ويطلبون منه الصلوات لكسر التركيز الذهني، وتحويله الى خواطر ايمانية، وهذه المعوذات تمارس ضمن شؤون التربية البيئية، ليجعل اعمار النفس بالذكر الالهي تعود عند الانسان يبدأ من صباه، فتصبح صعوبة نفوذ الوساوس وصعوبة اختراق الشيطان للإنسان مما يبعد امكانية الانحراف.
|