تصريحات إعلامية متتالية ، وتحضيرات مسبقة على قدم وساق ، وإجرائات أمنية مكثفة وعالية المستوى ، كل هذه الأمور الأستباقية هدفها هو إنجاح قمة بغداد المقبلة ..وهذه كلها أعمال جيدة ونحن نحتاجها في الوقت الراهن ، ولكن الأمر الآخر أن لاتكون هذه التحضيرات والتحوطات والأجراءات الأمنية على حساب الشعب العراقي ، وأن لاتتحول إلى إجراءات وتحوطات عذاب ونقمة على حياة الشعب العراقي ..!!
فالشعب العراقي عانى الكثير من هذه الهواجس الأمنية المخيفة خلال السنوات الماضية ، وتحمل مالم يتحمله شعب في الأرض بسبب تواجد الأرهاب والأجرائات الصارمة التي تتخذها الأجهزة الأمنية عند كل قضية تتعلق بزيارات المسؤولين أو أجتماعات الكتل السياسية أو أعضاء الحكومة.. ومن الأمور الأستباقية  التي أتخذتها عمليات بغدادة هو منع الدراجات الهوائية والدراجات النارية وحركة السيارات وغلق الأجواء العراقية أمام الطيران قبل أنعقاد القمة وخلالها وبعدها ، ولا شك بأن هذه الأجراءات ستشكل عبأ ًثقيلاً على حياة المواطن العراقي وتحد من حركته وتقييد من حريته .!
ومما لاشك فيه فأن هذه القمة فيها منافع سياسية وربما أقتصادية تصب في مصلحة العراق ومستقبله في المنطقة ، ولكن على المسؤولين أن لايجعلوا من هذه القمة (نقمة) على الشعب العراقي بسبب الأجراءات الأمنية المشددة والتحوطات الصارمة التي تقييد حركة المواطنين وتبعدهم عن أماكن  عملهم وكسب عيشهم وتقعدهم في بيوتهم أياماً طويلة في هذه الظروف المعيشية الصعبة   ..
أننا نتمنى على القائمين على هذه التحضيرات من السياسيين ومن قادة الأجهزة الأمنية أن يراعوا مصلحة الشعب وأن لايضغطوا بالأتجاه المعاكس على مواطنيهم الذين هم أحوج من أي وقت مضى بأن يتنفسوا الصعداء ويشعروا بأنهم هم من يستحقون السعادة ويستحقون الأمان تحت كل الظروف والأحوال  ..