عن امير المؤمنين (عليه السلام): "وكفى بالمرء جهلا ألا يعرف قدره. وإن من أبغض الرجال إلى الله لعبدا وكله الله إلى نفسه." نهج البلاغة: خطبة 103
وقال (عليه السلام) في عهده لمالك الاشتر: "إن الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره أجهل"
كبار مراجع الشيعة في النجف الاشرف منذ بداية اعلان الدويلة اللقيطة لليهود وما قبلها من ارهاصات والى الان من ايام الشيخ محمد الحسين ال كاشف الغطاء مرورا بالسيد الحكيم الى السيد الخوئي (تقدست اسرارهم جميعا)، وانتهاءا بالمرجع الاعلى للطائفة الان السيد السيستاني (حفظه الله تعالى) كلهم اصحاب موقف جلي وواضح اشد الوضوح في نصرة القضية الفلسطينية، وحث المسلمين على نصرة الشعب الفلسطيني، ويدعون الله تعالى لهم، ويصفونهم بالاخوة والاسلام، وينعتون مقاتليهم بالمجاهدين، وقتلاهم بالشهداء، ويذكرون المسجد الاقصى ورمزيته بالتعظيم، ثم ياتي من لا يعرف اي طرفيه اطول فيقول: "لا يجوز الدعاء لغير المؤمن" و "لا يجوز الترحم على قتلاهم"؟!!!!! ثم يتطور ويحكم على شعب كامل بتهور وجهل بان: "هؤلاء نواصب"؟!!!!! بحجج اوهن من بيت العنكبوت، الى غير ذلك من المقولات ذات النفس الداعشي الاستعدائي البعيدة كل البعد عن منهج اهل البيت (عليهم السلام)، وعن سيرة علماء المذهب الحق السائرين على نهج أئمتهم في الاعتدال والوسطية التي طالما وصف اهل البيت (عليهم السلام) انفسهم بها، نأيا منهم عن التطرف من المفْرِطين و المفَرِّطين، وتوضيحا منهم للصحيح من المواقف في الاعتقاد والعمل. ولهم مع من يخالفونهم من شيعتهم في ذلك مواقف شديدة، تصل احيانا الى الدعاء عليهم، والبراءة منهم.
فالمرجو من المؤمنين اعزهم الله تعالى وايدهم الا يستمعوا الى كل هاب وداب، وان يأخذوا الموقف الشرعي في الاحداث العامة، من الامناء على الدين واهله في عصر الغيبة وهم مراجع الدين العدول المشهود لهم بالعلم والورع والتقوى، والحرص على تحري المواقف الصحيحة بدقة بلا تقصير او تهاون.
وقد خصص الكلام بعلماء النجف الاشرف للشبهات التي تطلق من هنا وهناك هذه الايام، والتشويش الذي يتعمده بعض المتسرعين قصيري النظر في العراق، والا فلعلماء الشيعة في ايران ولبنان، وغيرهما مواقفهم ايضا بهذا الصدد فكانت بنفس الاتجاه الواضح في هذه القضية، وشهرتها معلومة.
عن الامام الصادق عليه السلام: "من فرَّط تورَّط ، ومن خاف العاقبة تثَّبت فيما لا يعلم، ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه" الكافي: ج1، ص27
والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على محمد وآله ابدا.
|