من ألبسة الرأس العربي (العقال) ومعروف ان العقال: ما يُعقل به البعير للحد من حركته او اناخته (جلوسه)، وعندما يفتح الاعرابي عقلة البعير، يشد بها رأسه، ليثبت بها كوفيته أو غطاء الرأس الذي يلبسه؛ كي يتقي حرارة الشمس في حله وترحاله... وكان ذلك منتشرا في بلاد العرب وما جاورها. وفي العراق اشتهرت بعض مناطقه بهذه الحرفة مثل؛ بغداد، والموصل، والحلة، والنجف، وأماكن اخرى... يختلف العقال وزنا ونوعا وقياسا من مكان لآخر؛ فكان العقال في الموصل وديالى والانبار وبغداد يمتاز بخفة الوزن اذ لا يتجاوز (200غم) وبأماكن اخرى كالحلة، والديوانية، وواسط، والنجف... إذ يبلغ وزنه من (200-300غم) ويمتاز بـخيوطه المدلاة من الخلف، والمحبذ عند كبار السن عقال (الطمس) اذ انه أكثر تثبيتا لليشماغ على الرأس خاصة عند الصلاة والحركة...
يُصنع العقال من خيوط الصوف، وخيوط (المرعز) المستخرجة من (الماعز الجبلي) فتكون الحشوة من خيوط الصوف المغزول ثم يبرم أو يغلف بخيط (المرعز) الاسود، يجلب (المرعز) من الموصل (سنجار) او يُستورد من قبرص او تركيا؛ فتصبغ (جزز المرعز) باللون الأسود مضافا لمنقوع الماء والصبغ مادة حامض (اللامندوزي) مثبتا للون. ومن ثم يُغزل حسب الخيط المطلوب. وهناك البعض يرغب بالعقال (التسگام) ثخنا وقياسا ووزنا. وكما موجود ايضا العقال المصنوع بالمكائن (ميكانيكي) والناس حسب مزاجها ورغبتها بالاقـتناء.
نوع العقال يميّز العشيرة والمنطقة غالبا؛ فهذا نجفي، وذاك ديواني، وآخر بصري او كظماوي او انباري وكذلك هناك (الغترة) البيضاء، واليشماغ الابيض والاسود واليشماغ الاحمر... هذا سائد بمكان، وذاك بآخر، ومنه ما هو مختلط بين هذا وذاك، وهناك (العقال المكعب) يعتمره بعض الناس، وهو سعودي الصنع، ومن اقوال جدتي بهذا الخصوص: (إن نيشان الرجولة العقال فهو كشخة وشبابية مبكرة وكثير من البنات يملن للشاب مكتسيا الصاية والسترة واليشماغ والعقال والعباءة النظيفة ومواسم الاعياد والمناسبات خير وقت للتباهي والتمظهر المميز) وتضيف جدتي: (ان الفتاة مهرها شاب مكتمل الرجولة والهندام؛ وهذا افضل من غيره بلاشك).
|