آه من هذا التفكير وهذه القناعة كم أخرت الكثير وحجّمت الكثير وقعدت بهم عن التغيير...
الكثير من الناس ولاسيما الشباب، لايرضون بالنجاح الصغير ولا يتقبلون التغيير بشكل تدريجي بل يريدون الوصول للقمة بسرعة البرق عجولين لا يصبرون وهذه هي طبيعة الإنسان..وكأنهم لم يسمعوا أن الله خلق الكون في ستة أيام وكان يستطيع أن يخلقه في لحظة واحدة ولكن ليعلمنا الصبر والعمل بشكل تدريجي ...فالكثير من الشباب اليوم لا يصلون بحجة لا فائدة منها كونهم يرتكبون بعض الذنوب ..عجبا!!!.. وهل الذين يصلون يجب أن يكونوا معصومين لا يذنبون ؟؟!..وآخرون لا يستغلون المشاريع الصغيرة لأنها تعطي نجاحا صغيرا !!!..أوليست النجاحات الصغيرة تتجمع وتعطي نجاحا كبيرا..والبعض لا يقرأ ويطلع ويطور نفسه لأنه يريد أن يقرأ الكتاب دفعة واحدة ولا يرضى بتجزئته على شكل دفعات صغيرة وبشكل متدرج .. والامثلة كثيرة..
وماذا بعد ذلك...
تأخر، تراجع، تقهقر..لانهم يريدون كل شيء دفعة واحدة..
أنتبه لكي تنجح يحتاج أن ترضى بما دون ١٠٠%..بل لربما تحتاج أن ترضى بما دون ١%.
ألم يسمع هؤلاء الأعزاء أن القرآن الكريم نزل على شكل دفعات ولم ينزل دفعة واحدة..
ألم يلاحظ شبابنا أننا ندرس أربع سنوات في الجامعة وبعضنا يدرس ست سنوات ( طلاب الطب عام ) لكي نحصل على شهادة عامة في علم معين..وقبلها اكملنا ١٢ سنة لكي نصل للجامعة ..
لذلك ترى كل الناجحين دراسيا وماديا واجتماعيا..كانوا قد بدأوا من نقاط صغيرة ثم توسعوا ونجحوا واصبحوا طريقا لغيرهم لكي ينجح مثلهم ،بدأوا من نقطة ظلام خارجية قابلوها بنقطة نور داخلية وهي الأمل بالله والإصرار والاستمرار والثقة بالنجاح .. لذلك من يريد النجاح عليه أن يرضى بالقليل أولا ثم يتوسع تتدريجيا..هكذا هي الحياة لذلك من يريد السير في طريق النجاح فليضع هذه الفكرة في باله ليرى النور والخير الكثير بتطبيقها إن شاء الله.
|