تتمـــة العواقب الوخيمة للغفلة
ثالثاً : الغفلة تسبب فساد الأعمال
من يعيش أجواء «الغفلة» غالباً ما ينأى في سلوكياته عن دائرة الخيرات والمبرات .
وحتى لو تحركوا في هذا السبيل فإنّ سكر الغفلة يحول بينهم و بين الأخلاص في العمل لله (تعالى) ، فلا يصدر منهم ذلك العمل بنية خالصة.
وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه قال : «اِيَّاكَ وَالْغَفْلَةَ وَاِلاِغْتِرَارَ بِالْمُهْلَةِ فَاِنَّ الْغَفْلَةَ تُفْسِدُ الاَعْمَالَ»(1).
و يحتمل أن تُشير هذه الرواية الى فساد الأعمال السالفة للإنسان بسبب إرتكابه لذنوب و معاصي لاحقة تحت تأثير سكر الغفلة .
رابعاً : الغفلة والقرب الإلهي
و لأن الغفلة تجر الانسان الى الرذائل و المعاصي و تميت قلبه بعد قساوته فإنها و نتيجة لذلك تجعل الانسان في منأى عن القرب الالهي ؛ لأن الوصول إلى هذه المرتبة ونيل هذا المقام السامي لا يتسنّى للإنسان إلاّ في ظلّ المعرفة والتذكر والتفكر و سلامة القلب من الأسقام و نقاوته من الذنوب و الآثام .
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : «اِلهِي اِنْ أَنامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الاِسْتِعْدَادِ لِلِقَائِكَ فَقَدْ نَبَّهْتَنِي الْمَعْرَفَةُ بِكَرمِ آلائِكَ»(2).
خامساً : الغفلة تسبب الوقوع في الهلكة
الانسان تحت تأثير «الغفلة» كالمخمور تحت تأثير السكر لا يدرك جيداً منافعه و مصالحه «سواء المادية أو المعنوية» وبالتالي فسوف يضيع الفرص الثمينة الّتي تتعرض له مما يتسبب في اتلاف طاقاته وقابلياته الحيوية، و لهذا فقد روي عن الإمام علي (عليه السلام) : «مَنْ طَالَتْ غَفْلَتُهُ تَعَجَّلَتْ هَلَكَتهُ»(3).
|