• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صوم الفم أم صوم الجوارح؟ .
                          • الكاتب : توفيق مالك الكناني .

صوم الفم أم صوم الجوارح؟

 القدور تتغطرس في بلاط مطابخ الصائمين، والموائد تسحر حتى الملوك، والناس تتسابق إلى دعوات ولائم الإفطار الفاخرة، ونصف يوم تصوم المعدة، ولا يتجاسر الفم على الطعام والشراب، احتراماً لهذه الشعيرة المباركة، ولكن العيون مفطرة، واللسان طليق، يقرض ما يشاء، والجوارح تعلن عصيانها عن الصيام، وقد يتجاهر البعض بالصوم، ويخفي الإفطار القاتل الذي يجلب له الذنوب، فكم هو رائع أن تصوم ضمائرنا عن الباطل، ليس شهراً بل سنين العمر، وكم هو عظيم عندما تصوم عيوننا عن عمل المنكر والحرام، وكم هو قدسي عندما تصوم كل جوارحنا، وتعلن عصيانها المسلح على الاحتلال الشيطاني، وقوات النفس الأمارة المدججة بأسلحة حديثة. 
يقول الإمام علي (ع): {قم من الطعام وأنت تشتهيه} وعندما يبرق في أفكارنا الحديث الشريف: (حب لأخيك ما تحب لنفسك) لماذا لا نطبقه تماماً، كي يرضى الله عنا ورسوله والمؤمنون صياماً مقبولاً، ولكن بشرط أن تدخل نفحات أريج شهر رمضان في أعماق القلب، قبل أن تتلو القرآن ودعاء الافتتاح، لنتذكر أئمتنا كيف كانوا يصومون بزهد ونقاء وحب عظيم، كانوا يذوبون في صلاتهم وصيامهم، وكانوا يدركون الصوم وأهدافه. لا بد لنا من وقفة شجاعة وانتفاضة باسلة، لكي نطهّر النفوس من هواها والقلوب من غيها، ونمتطي صهوة الإيمان، نمسك الشمس بقبضة، والقمر بقبضة أخرى، ونصلي في السماء السابعة بعد أن نتوضأ بمياه المبادئ المقدسة، والشهادة العظيمة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155332
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15