الرسالات السماوية جميعها من أجل الانسان كقيمة عظمى.. واطروحة الانبياء هدفها ومبتغاها احترام الانسان للاخر، وعدم الاعتداء او الانتقاص او السخرية او الاستهزاء بما يعتقد او يؤمن، بل التحاور والتشاور والتفاهم من اجل سعادة الاخرين، بانتشاله من جهله المعرفي والبنيوي والعقائدي. وديننا الاسلامي يحترم الاديان التي سبقته بالنزول، ويحترم الانبياء والرسل جميعا. والقسم الاكبر يعدهم من المعصومين عن الخطأ في تبليغ الرسالات السماوية. والاسلام المحمدي الاصيل دين السلام، المحبة، الصفاء، التعاون على البر والخير، وثقافة احترام الاخر بنصوص القرآن الكريم: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ...) ، (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ...) ، (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...) وقول المصطفى الخاتم (ص): (من تشهد الشهادتين فهو مسلم عصم ماله ودمه وعرضه).
ان مأساة الامة وتخلفها التكنلوجي والعلمي، وضحالة الوعي الثقافي ناتج من التسطيح السلفي الموبوء فلا يحتكم للادلة القرآنية والنصوص النبوية وسيرة اهل البيت الاطهار والسنن الصحيحة التي وردت في المصادر والمرويات التاريخية التي اجمعت على وثوق ما تواتر من الحديث فيها من خلال صحة السند وعلم الرجال. وان الانغلاق الفكري وهذا التحجر أدى الى ثقافة الغاء الاخر ومن ثم تحقير الفكر وتسفيه المخالف،
ما ذنب اعتقاد اتباع اهل البيت عليهم السلام حينما اتبعوا منهج الحق حيث اوصاهم القرآن الكريم بذلك: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)، (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
ويقول ابن عباس ترجمان القرآن: ربع الايات نزل في اهل البيت، وكل آية فيها (يأيها الذين آمنوا) فيقصد بها أمير المؤمنين علي عليه السلام لأنه أول من آمن بالرسالة من الرجال، وقول المصطفى (صلى الله عليه واله): (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)، (ومثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق وهوى)...
الى عشرات الاحاديث في الصحاح. ان حبل الكذب قصير، والتضليل الوهابي المدفوع بالبترودولار لا ينطلي على الانسانية الواعية لحقائق التاريخ. وان الصحوة في علماء الامة حية فقد خالف الفكر الوهابي، وهذا المنهج العقول الراجحة غير المنقادة بل المتحررة، والناقدة، والفاحصة، والمستبصرة، وخرج عليه أكثر من 600 عالم ومفكر من التيجاني التونسي، وادريس الحسيني المغربي، واحمد حسين يعقوب الاردني، وصالح الورداني المصري، ومحمد حسن السوداني، وحسين الرجا السوري، واحمد الانطاكي اللبناني، ومروان خليفات الاردني... الخ من طالبي الحق وناصري الحقيقة...
ان الواجب الانساني الكوني تحجيم ثقافة التكفير، والغاء الاخر، بقتله وامتهان كرامته الانسانيه، وهو مخالفة الى لائحة حقوق الانسان، وقرارات الجمعية العامة للامم المتحدة، وكل المنظمات الانسانية، وتجريم ابن جبرين ومن معه ومن على شاكلته على هذا الدين الجديد الذي يدعوا الى الابادة والوحشية وتصدير البهائم لتفخخ الجامعات والاسواق والجسور وتنسف المقدسات والكنائس، ومن كوارثنا ان يزار هؤلاء القتلة في السجون والتعاطف معهم من قبل المنافقين لمصالح دونية وتاركين آلام شعبهم من جرائم وحشية ارتكبها هؤلاء القتلة بالتعاون مع البعثيين الفاشيست، ان البرلماني الاصفر صاحب الثوب القصير الذي هرب وتوجه الى التحريض على الارهاب متأثرا بالفكر السلفي، أو وزير الثقافة القاتل الهارب أو من يدعم تنظيم القاعدة اعلاميا ويسوق له خطابته هو شريك في دماء الابرياء، ان الفكر الوهابي المتخلف مسؤول عن كل جرائم الابادة من احداث 11 سبتمبر الى مأساة العراق وافغانستان والجزائر وفنادق عمان ومدريد وتفجيرات لندن..
ان التعليم الوهابي ينتج هذا الفكر التضليلي، لذا يجب ان تأمر الشرعية الدولية بالغاء المناهج المتخلفة التي تكفر الجميع الا الدعوة الوهابية المتخلفة عن روح العصر وتضغط باتجاه اصلاح المناهج وفق القرآن الكريم وسيرة المصطفى والتي اتبعها اهل البيت ومن يواليهم. تحية الى كافة العراقيين في المهجر الذين يتظاهرون احتجاجا امام السفارات السعودية في العالم المتحضر، لايصال صوت الحق... انها صرخة تفتح الاذن الصماء.....
|