تجمع الناس في صبيحة يوم الثامن عشر من ذي الحجة عام 35 للهجرة في المسجد النبوي لينتخبوا علي ابن ابي طالب رئيسا للدولة الناشئة ....
لم تنذر الاجواء في المدينة سوى بالمزيد من التحديات والمؤامرات التي يحيكها الآلات من قريش وبدعم محلي من يهود الجزيرة ..فبدأت الاستعدادات لتنفيذ مشروع إسقاط حكومة علي ابن ابي طالب .
بدأ المشروع باستنزاف حكومة الأمام عم طريق الحروب والتمرد وبث الإشاعات وزرع الفتنة وغسيل الدماغ والاغتيالات وشراء الذمم .
استطاع المشروع الأموي ضم اصوات هامة الى جانبه ،بعض الصحابة المعروفين والقادة العسكريين وبعض ولاة الامصار،وحتى من داخل البيت النبوي أعلن انشقاقه عن حكومة الامام الشرعية للانضمام الى جبهة المعارضة .
شُنت ضد الحكومة ثلاثة حروب استنزافية انهكت جيش الدولة، واستطاع الفريق الاعلامي للمعارضة من اقناع الكثير من الناس بان رئيس الدولة متورط في اغتيال رئيسها السابق ،وان عدالته اضرت بالمجتمع، وهو لا يلتزم بالقرآن دستورا ..هكذا استطاعت هذه الدعاية المضادة اقناع اهم أزواج النبي- بعد خديجة - للخروج علنا في مجموعة مسلحة ضد الدولة .
اضطرت الظروف الى ان ينقل الامام عاصمته خارج مكة و المدينة ،فاختار الكوفة ليدير منها شؤون الحكم . لم تمنع تلك الخطوة من جهود المعسكر الاموي في تجميع المتضررين من حكم الامام علي في جبهة واسعة وبدعم إقليمي وقيادة(اسلامية) ،كان الخط الاول لهذه الجبهة اسماء معروفة من اولاد الصحابة ،وبعضا من اولاد ممن فقدوا امتيازاتهم الضخمة التي كانوا يتمتعون بها سابقا .
استطاعت تلك الجهود من تنويم المجتمع مغناطيسيا ،فقلبت له الحقائق رأسا على عقب ،وأصبح معاوية كاتبا للوحي وحافظا لأمانة الرسول ،واحرص الناس على الناس !!!وهو خير من يمثل المواطنين !!
وهكذا...تم اغتيال رئيس الدولة وحاكمها الشرعي ،وما ضربة ابن ملجم الا تتويجا لكل تلك الجهود لآل أمية.
|