• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : (لقاء مع رادود حسيني) الشيخ حسين أحمد علي الأكرف - البحرين .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(لقاء مع رادود حسيني) الشيخ حسين أحمد علي الأكرف - البحرين

 عند اللقاء برجل له شهرة عربية عالمية، يبقى أمام صدى الروضتين تقديم هوية الضيف بما يعرفه عند المتلقي، فضيفنا ينحدر من عائلة صغيرة في قرية صغيرة تسمى (الدراز) وهي قرية تقع في البحرين لها أصل تاريخي علمائي جميل، ومن أبرز علمائها الشيخ يوسف البحراني الذي أطل على كربلاء وأقام فيها. 
ومعنى الأكرف لغة: نقص أو زيادة في الخلق، فبعض الأحيان ترى من لديه إصبع زائد أو ما شابه ذلك يسمى الأكرف، ويبدو إن احد أجداده، كان يعاني من هذه العاهة التي أصبحت لقبا.. وهو ابن شاعر ومنشد حسيني معروف (الحاج احمد الأكرف) مازال يكتب الشعر الحسيني إلى اليوم وله (صدى الأحزان في رثاء سادات الزمان).
صدى الروضتين: لكونك رجل دين، وعالما معروفا في النهج الشيعي، كيف تستطيع موازنة العملين، رغم اختلاف مهامهما.. فالمساحة واسعة بين صرامة العلم وشفافية الإنشاد.. ألا تسبب لك مشكلة في التوازن العام، وأنت الآن تعتبر سفيرا للقصيدة الحسينية؟
الشيخ حسين الأكرف: إن كثرة الإطلالة على العالم الشيعي، من خلال الفضائيات واهتمامي بما أقدمه طموحا للتميز، جعلني قريبا إلى الناس. فصار حلمي أن أكون سفيرا للمنبر الحسيني للعالم اجمع. فالذي اعرفه إن طلب العلم من الأمور العقلية هي شيء أشبه بالجاف، وهو بحاجة إلى الكثير من النداوة واللطف، كمسألة العلاقة بين العقل والروح، فلا قيمة لعقل بلا روح ولا روح بلا عقل. واعتقد أن روح مسألة طلب العلم هي خدمة أهل البيت عليهم السلام، وأثر خدمة أهل البيت على نضوج الرؤيا العلمية أثر تكويني واضح، وأجد له أثرا لنفسي. فعندما أكون مرتبطا بأهل البيت عليهم السلام وهم بطبيعة الأمر مصدر هذه العلوم والمعارف، أجد أن هناك لطفاً وتسهيلا. لكنني عندما أكون مرتبطا بأهل البيت ارتباطاً جافاً بلحاظ العلم، ودون أن يكون هناك محل للعاطفة الجياشة التي تمثلها خدمة الحسين (ع) سأجد هناك تلقياً جافاَ. أنا أريد أن أتلقى علوم أهل البيت عن طريق ندي واضح مليء بالعاطفة والحب. وأعتقد أن خدمة أهل البيت هي عربون، وعلامة المحبة والعشق وطلب العلم علامة الانتماء. واعتقد أن هناك حالة من التناغم بين حالة الانتماء وحالة العشق. وإن كان هناك غير هذ المعنى، فأنا لا أحبذه ولا اقتنع به ولا أقاد له.. فمسألة خدمة أهل البيت هي من النعم التي أهلها الله علينا. وأن طالب العلم يجب أن يكون متذللا لأهل البيت وخادما. وكل هذا من أهل البيت (ع) وأنا لم ولن أنقطع عن هذا العمل. وسوف أبقى أطلب العلم، وأبقى ذلك الرادود الذي يسعى لخدمة أهل البيت عليهم السلام. 
صدى الروضتين: أثار الإعلام العربي مسألة نزع العمامة من قبل سماحة الشيخ، وصار السؤال جديا لماذا لا يرتديها الشيخ حسين الأكرف ؟
الشيخ حسين الأكرف: بدأت في ارتداء العمة في عام 1989م وذلك بعد عام واحد من دراستي في النجف الأشراف. وقد عمّمني المرحوم آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري. وكنت ملتزما في العمة في سنوات الهجرة في النجف. ومن بعدها في قم المقدسة. ومن بعد ذهابي إلى البحرين؛ كانت هناك ظروف سياسية في عام           1995منعتني من لبس العمة، لخلق المجال الأوسع في الحركة. فالعمة تفرض أشياء كثيرة.. ومنها إن المجتمع له عرف خاص بالتعامل مع العلماء. ففضلت الحفاظ على العمة كوني أقوم بشيء يخالف العرف الاجتماعي. فنزعت العمامة للحفاظ على قدسية العمة ولكي أستطيع أن أمارس مجالا أكبر في عملي.
صدى الروضتين: أنا قصدت من السؤال هو النظر حول مسألة العمة فنيا، وأنت قد أجبت فاللحون الخفيفة لا تليق إطلاقا مع العمة ؟
الشيخ حسين الأكرف: لي تعقيب بسيط... فالعمة ليست إلا دليلا شخصيا لطالب العلم، فترى هناك من يرتدي العمة وهو في أول يوم من دراسته، وترى العكس أن هناك من وصل إلى بحث الخارج، ولكن لم يرتدِ العمة. فهي تدل إلى أن الشخص الذي يلبس العمة هو طالب لعلوم أهل البيت عليهم السلام..
صدى الروضتين: من خلال متابعتنا للمؤتمر العلمائي البحراني، وجدتُ وكأن ثمة مقاصد خشنة ضد المنبر الحسيني البحراني، ومن ضمن الوصايا التي وردت هي رفع المنبر الحسيني وخلق بدائل سميت بالردائف المنبرية ؟
الشيخ حسين الأكرف: الدعوة العلمائية البحرانية تريد أن يكون هناك منبر تخصصي، فكما يوجد تخصص في الفقه وما شابه ذلك، يجب أن يوجد متخصصون في المنبر ولا يصعد المنبر إلا أهل الاختصاص، ولا يأتي واحد يصعد المنبر للتبرك. وأن المنبر الحسيني هو مرجع من المراجع المقدسة، وهو أكثر من رسالة عملية. ولكن يوجد تحليل غير مفهوم لهذا المنبر، وهذا صح، وذلك لان هناك نتائج غير إيجابية، عندما يأتي من يصعد المنبر وهو غير مختص في فن الخطابة، وهذا الأمر ليس له دخل في الرادودية. وأنا أؤيد هذا المؤتمر، وأؤيد هذه المطالب نحن نريد مثل الشيخ هادي الكربلائي فهو يخاطب للجمهور بكل معنى الكلمة..
صدى الروضتين: ما نعرفه إن الإعلام البحراني له قصور واضح في تسليط الضوء على المنشدين الحسينيين، لكن الملاحظ إن الشيخ حسين الأكرف استطاع من خلال جولاته كسر هذا الحاجز. فهل المطلوب فعلا السفر خارج البحرين لأخذ قسط الشهرة للمنشدين الحسينيين (البحارنة)؟ 
الشيخ حسين الأكرف: كان الإعلام البحريني يعتني بالشعراء والمنشدين الحسينيين ويبث لنا فعاليات المنبر الحسيني والمواكب الحسينية، ولكن بعد عامين توقف هذا النشاط ولم يبث من ذلك الوقت أي شيء لنا، ونحن لا نعتمد على الإعلام البحريني بجميع مفرداته، وأقصد إن الإعلام البحريني غير مكترث بنا أبداً.. ولا يسعى احد إلى تقدمينا كفنانين إسلاميين بل السعي الدائب لخلق عراقيل كبيرة، عندما نسافر نرى التفتيش والسؤال والتحقيق معنا، حيث لا يحترم هذا الكادر، فهم يحترمون الكوادر الرخيصة من غناء وغيره حيث يكرم المغني الفلاني لأنه غنى على هكذا مسؤول. ونحن وطنيون بكل ما نملك ولكن نحن بحمد الله لدينا فضائيات واسعة والحمد لله نستطيع أن نقدم ما نفعله، وبهذه الكوادر البسيطة قد انتصر الحسين عليه السلام وانتصرنا معه والحمد لله.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154908
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15