• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور الأسرة في التربية الإسلامية للطفل (المرحلة الدراسية الابتدائية) .
                          • الكاتب : كامل حسين علي .

دور الأسرة في التربية الإسلامية للطفل (المرحلة الدراسية الابتدائية)

   إن الإسلام جعل التربية والتعليم للطفل واجباً شرعياً على الآباء والأمهات، وذلك بإدخالهم بالمدارس، وتأمين كافة متطلباتهم أثناء الدراسة، وحثهم على المواظبة وطلب العلم، حيث قال أمير المؤمنين علي (ع):{حق الولد على الوالد، أن يحسن اسمه، ويحسن أدبه، ويعلمه القرآن}. وقول الإمام الصادق(ع): {يجب أن نعلم الطفل أعمالاً وفنوناً ينتفع بها في المستقبل} وقوله أيضاً:{وأول الأشياء التي يجب أن يتعلمها الأحداث، هي التي إذا صاروا كباراً احتاجوا إليها} وأسمى أنواع التربية وأكثرها عطاءً للإنسان هي التربية الإسلامية، التي تهدف إلى النمو الروحي، والتهذيب النفسي وتنمية السلوك، وتعويد النفس على العادات الصالحة والأخلاق الفاضلة والمثل الكريمة. وأكد علماء النفس هذه الظاهرة في بحوثهم فقالوا:{إن الدين يمنح الإنسان قوة الإيمان والتعقل والبصيرة، وهذه القوى تشكل طاقات روحية تسعى إلى تدعيم الخير في قلوب البشر وهذا هو أسمى وأنبل الغايات الإنسانية}.
إن الدين هو الفاطم الوحيد من الشذوذ والانحراف، فالدين إذا استحكم في النفس، أودع فيها قوة هائلة متماسكة، تصدها عن ارتكاب الجريمة، وتحجزها من الانحراف، وتوصي لها فعل الخير والتسابق في ميادين البر. ولهذه الغايات السامية جاءت الرسالات والشرائع الإلهية، وتتابع الرسل والأنبياء (ع)، ولتربية الإنسان وبنائه روحياً وفكرياً وسلوكياً وجسدياً متوازناً وسليماً يمكنه من أداء رسالته والتعبير عن إنسانيته. ولذا فإنه لابد من الانتباه هنا إلى أن معنى التخطيط للتربية وإقامة مناهجها على أساس الوعي والمنهج الإسلامي هو بناء الإنسان سواء في البيت (الأسرة) أو المدرسة أو في المجتمع على أسس إسلامية، ومنهج إسلامي متكامل، والإسلام رسالة تربوية ترى في الفكر والمعرفة التي يقدمها الإنسان دليل عمل ومنهج حياة وتصميم بناء وصياغة إنسان متكامل. وينطلق المنهج الإسلامي من مبدأ أساسي هو الإيمان بنقاء الفطرة واستعداد النفس الإنسانية لتلقي الخير والشر. وجاء عن الإمام علي (ع):{وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته}.
وفي عمر المرحلة الابتدائية (6-12) سنة يكون الطفل في سنوات الحفظ الذهبية، وهي من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً، فالإنسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جداً. ولذلك صدق من قال:{الحفظ في الصغر، كالنقش في الحجر} ففي هذه المرحلة العمرية على الأسرة التأكيد على قراءة وحفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة وسيرة النبي (ص) وأهل بيته الأطهار (ع). وكذلك متابعة ما يدرسه في المدرسة من علوم مختلفة من تعلمها بصورة جيدة. وأيضاً على الأسرة مراقبة الحدث، وتوجيهه نحو مجالسة أقرانه الجيدين في السلوك والعلم. ومن المهم أن يقوم الوالدان بصحبة أولادهم إلى الجوامع والحسينيات، وزيارة العتبات المقدسة، والمشاركة قدر الممكن في المناسبات الدينية التي تقام في المدينة، لان عوامل التربية التي تؤثر في النمو الديني والجوانب الأخرى التي تؤدي إلى نمو الرشد الصحيح والكامل للطفل هي العوامل الثلاثة السابقة (الأسرة، المدرسة، المحيط). 
وفي مرحلة المدرسة الابتدائية، تستمر الأسئلة الدينية لديه، ويحاول الطفل الحصول على بعض الإجابات الدينية من المدرسين والآباء والأمهات. ويميز النمو الديني في هذه المرحلة (النفعية) حيث يكون أداء الفروض وسيلة لتحقيق منفعة، كالحصول على لعبة أو النجاح في الامتحان أو تحقيق الأمن عن طريق المزيد من حب الوالدين.
ومع بداية دراسة مقررات التربية الدينية بالمدرسة، يأخذ الدين بالتدريج مكانه العقلي، ويزيد في التكوين العقلي، فكرة الله والخلق والعالم والآخرة والملاك والشيطان... ويتعلم الطفل الكثير من المعايير الدينية خاصة معايير الحلال والحرام... ومع تقدم الطفل في العمر، ومع ارتفاع مستواه العقلي، يتجه الشعور الديني نحو البساطة والوحدة، ويبتعد عن الانفعالات، ويقترب من المنطق والعقل. ويتميز الشعور الديني في هذه المرحلة (الاجتماعية) حيث يتأثر الطفل بالبيئة الاجتماعية التي يتربى فيها، فإن كانت بيئة متدنية نشأ على ما تربى عليه، وتطبع بذلك ويأخذ السلوك الديني وأداء الفرائض شكلاً اجتماعياً، ويصبح الدين بذلك وسيلة من وسائل التوافق الاجتماعي من خلال مشاركة الطفل بالمناسبات الدينية، وتتسع آفاق الطفل في السنة الأخيرة من المرحلة الابتدائية، ويخرج من حدود ذاته الضيقة ويربط بين الله وبين ذاته وبين العالم في آن واحد، ويعرف الطفل أن الله ليس ربه وحده بل هو إله كل الناس، ويعرف الطفل أن الدين يجمع جماعة كبيرة أوسع من أسرته، وأن هناك جماعات أخرى تتبع أدياناً أخرى. ويرتبط الدين ونمو الشعور الديني عند الأطفال بالأخلاق والنمو الخلقي والسلوك والأخلاقي والسيرة الحسنة وتبني القيم ونمو الضمير.. ولاشك إن الفضائل الخلقية والسلوكية، هي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ والتنشئة الدينية الصحيحة. وقد حدد علماء التربية وعلم النفس بعض المفاهيم الدينية عند الأطفال في هذه المرحلة 
وتسمى التطبيقات التربوية وهي:
1.  يلعب التلقين دوراً هاماً في تكوين أفكار الطفل الدينية، ويتشرب الطفل هذه الأفكار ويتمثلها، وتصبح أفكاره الشخصية التي يدافع عنها ويغار عليها وتحدد سلوكه.
2.  الاهتمام بتعليم أصول الدين وأركانه ومبادئه في نفوس الأولاد حتى يشبوا مؤمنين مخلصين ومستقيمين في سلوكهم.
3.  تعليم الطفل الصلاة والقيام بها منذ سن السابعة.
4.  إشراك الطفل في الأنشطة الدينية في المناسبات.
5.  تقديم نماذج من أحاديث الرسول الأعظم (ص) وسلوكه.
6.  تقديم نماذج من أحاديث وسلوك أهل البيت (ع).
7.  الاهتمام بالتربية الدينية دراسة وسلوكاً عملياً في البيت والمدرسة والمجتمع وليس للحفظ.
8.  الاعتدال في التربية الدينية للأطفال، وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به.
9.  وضع خصائص نمو الأطفال وعمرهم في الاعتبار في التعليم الديني، وفيما يقدم لهم من المفاهيم الدينية، وفيما يختار لهم من الموضوعات الدينية، وفيما يهيأ لهم من الأنشطة في البيت والمدرسة والمجتمع التي تتصل بالدين. 
10. الاهتمام بالتربية الدينية في هذه المرحلة لما لها من أهمية في تعليم وتشرب المعلومات         وترسيخها في نفوس الأطفال في هذه المرحلة.
11. يجب أن تكون الأسرة والمدرسة القدوة الحسنة في القيام بالواجبات الدينية والسيرة   والأخلاق الحسنة لأن الطفل يتأثر بها ويتمثلها في نموه الديني والأخلاقي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154782
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16