ثمة حاجة ماسة إلى ثقافة التعايش وثقافة الحوار، بدلا من حمل السلاح، وإثارة الفتنة ومحاولات إثارة الشغب والعنف... وطن تعفر بنجيع دماء الأنبياء والأولياء، وعجن ترابه بدم الضحايا، كم من الدماء الطاهرة سالت على أرضه، منذ شهادة أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في مسجد الكوفة إلى شهادة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين(ع) في ملحمة الطف الخالدة، صلب فيه ميثم التمار، وعلق زيد بن علي ومحمد ذو النفس الزكية، وأشاع الحجاج فيه سياسة حز الرؤوس إلى يومنا الدامي... أكثر وطن فيه الشهداء والأيتام والأرامل، بسبب الطغاة والحروب العبثية ومدعو الشغب والعنف وأصحاب الضلالة والبدع من المنحرفين، ألا يكفي ما قدم شعبنا من تضحيات زمن البعث الوحشي؟؟ لماذا لا يحمد الله على خلاص الشعب من القمع والاستبداد والظلم والقرآن الكريم يقول: (لأن شكرتم لأزيدنكم) لقد خسر شعبنا عشرات العلماء والنخب الفكرية والثقافية والإعلامية، ولازال يقدم القرابين اليومية. إلى متى نزيف الدم، نحن بأمس الحاجة إلى تفعيل دور الاستخبارات والمخابرات حول تحركات المشبوهين من القاعدة، ورجالات البعث وأصحاب البدع الضالة، ومراقبة تحركاتهم ودورياتهم وصحفهم ومنشوراتهم. لماذا لا نتعظ من فتنة (جند السماء وقاضي السماء) من الكرعاوي إلى اليماني. أين رصد أجهزتنا الوطنية؟ هذه مسؤوليتهم وواجبهم في تحصين المجتمع من البدع. ينبغي على المبلغين والمفكرين والمثقفين أن يحصنوا المجتمع من الأفكار الضالة. إن الإمام المهدي (عج) ثابت لنا في القرآن والسنة وكذلك في التوراة والإنجيل وقد درس الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه (بحث حول المهدي) ودرس الشهيد الصدر الثاني في موسوعة الإمام المهدي-أربعة أجزاء- وكذلك الشيخ علي الكوراني - الممهدون إلى المهدي- ومحاضرات العلامة السيد كمال الحيدري، وعشرات العلماء من الأولين والآخرين يقرون بكلامه: (انظروا إلى رواة حديثنا فهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم) ورواة الحديث هم العلماء العاملون من أصحاب العلم والتقوى والورع. فتجنيد هدام ومخابراته لعشرات من الدجالين معلوم لدى شعبنا. فالشأن الأمني يرتبط بثقافة الوعي، ثقافة البناء، ثقافة الإعلام الجاد، ثقافة الحقيقة.
أما التعمية والدس، وإغفال التحركات المشبوهة، يؤدي إلى تناميها، كذلك دور الخطيب، والمبلغ، والكاتب، والمثقف، تشخيص السلبيات والاهتمام بها من قبل السياسيين وأخذها على محمل الجد. إن إيجاد حلول للبطالة وتوظيف الشباب يعد نقطة جوهرية في القضاء على البطالة التي تؤدي إلى الانحراف. إن ظاهرة الدعوات بالمهدوية كثيرة على مر الأزمنة، وقيل في الحديث هناك اثنا عشر كل منهم يدعي المهدي قبل ظهوره، فعلى المجتمع التحرز، والورع، والتيقن، والبحث، وأتباع الحق، لا أهل الانحراف والبدع المدعومة من قيادات مخفية ووهمية، قيادات تعمل بأجندة مخابرات قوى الاحتلال. فهاهم أبناء الجنوب... جنوب القلب، والطيبة، والوفاء، ومقاومة الطغاة، والخلود.. والأدب.. والفكر.. والحب والشهامة.. والحضارة على أديم هذه الأرض المباركة من إبراهيم الخليل (ع) مرورا بأمير المؤمنين (ع) حينما مر بها إلى البصرة مقارعا البغي والظلم والناكثين في واقعة الجمل.. المدينة التي أنجبت مصطفى جمال الدين، أسد حيدر، جميل حيدر، والشيخ عباس، والشيخ حسن، وعشرات الأدباء والتشكيليين والمسرحيين والمبدعين بكل ضروب النتاج الثقافي حتى إن بلوغرافيا الأدباء في الناصرية تضم ما يقرب من 500 مبدعا عراقيا لهم دور في المشهد العراقي والعربي والإنساني.. يا أبناء المضايف والدلال يا أبناء الأصالة والصدق والكرم والنبل يا ورثة الحرف الأول والقصيدة الأولى والقانون الأول والبرلمان الأول.. توحدوا وتعاونوا واتركوا السلاح جانبا، لا تنخرطوا في قتال بعضكم البعض، حافظوا على سلام وأمن مدننا هيا للعمل الصالح، واتركوا الفساد المالي واتركوا الزيف والغش والخداع والرياء.. تحابوا وتعاونوا على البر والخير لصالح وطن المقدسات وطن الأمل الموعود، جوارنا يريد تدميرنا، جوارنا يفرح لأحزاننا ويحزن لأفراحنا، لا تدفعكم دول الجوار إلى الفتنة، لا تنخدعوا بالذين يحتالون على فقركم ،وحاجاتكم، وسذاجة البعض منكم، الإمام المهدي يطالب بالإصلاح، والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، احرصوا على مدينتكم كما تحرصوا على عوائلكم، سدوا المنافذ والثغرات، لان أعداءنا يتربصون بنا ويشمتون بنا..
حينما نتقاتل بيننا أو حينما ندمر مدينتنا بأيدينا، أينما توجهتم بمعتقداتكم فارجعوا إلى حكمة العلماء وأصحاب الحل والعقد والى النخب الثقافية الوطنية والى صمام الأمان السيد السيستاني بان السلاح بيد القانون، حافظوا على نعمة السلام والأمن والاطمئنان، كما قال الإمام علي (ع): (نعمتان مجهولتان الصحة والأمان) وكما ورد في القرآن الكريم: (من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)، الرجاء السعي إلى البناء بإخلاص وإتقان وتفانٍ بعيدا عن الاحتيال والغش والرشاوى والمكر والخديعة،الشهداء يرقبون أعمالكم الأجيال تنتظر منكم، الله يريد منكم: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) نريد الأمن والسلام والبناء والاهتمام بالطفولة والأيتام والاهتمام بالبيئة المحطمة الملوثة المتخلفة وتطبيق الدستور. فكفى من الدماء والأبرياء والشهداء.
|