• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأدلة العقلية والنقلية على إسلام أبي طالب (ع) الحلقة الرابعة .
                          • الكاتب : سهيل عبد الزهره الزبيدي .

الأدلة العقلية والنقلية على إسلام أبي طالب (ع) الحلقة الرابعة

 إن من أوضح الأدلة وأجلاها، هذه النصوص الشعرية الدالة دلالة تامة لا لبس فيها على أن أبا طالب نصر رسول الله (ص):
ودعوتني وعلمت أنك صادق             ولقد صدقت وكنت ثم أميـنا
ولقد علـمـت بأن ديـن محــمد             من خير أديان البرية ديـنا
وقوله الآخر (عليه السلام) في الدفاع عن النبي (ص) وتهديده لقريش:
كذبـتم وبيـت الله نبـذي مـحمداً            ولما نطــاعن دونــه ونناضل
وأبيض يستسقي الغمام بـوجهه             ثمال اليتامى عصـمة للأرامل
ولقد علموا أن أبننا لا مكــــذب             لدينـا ولا يعـبأ بقـول الأبــاطل
حدبت بنفــسي دونه وحــــميته             ودافعت عنه بالذرى والكلاكل
فأيــــده رب العبـــاد بــنـصره              وأظهر ديناً حقــه غــير باطل
وقوله الآخر (عليه السلام) وهو يصف رسوله (ص) بالمصطفى:
وإن حصلت أشراف عبد مناف          ففـي هاشــم أشــرافهــا وقديمـــها
وإن فخــرت يــوماً فـإن مــحمداً          هو المصطفى من سرها وكريمها
فهل من وقف هذا الموقف الشريف والشجاع في الدفاع عن الرسول(ص) هو كافر برأي الأمويين وأبو سفيان مسلم، وللدليل ذاته كما جاء في القرآن الكريم: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} النساء/ 80 فأن أبي طالب أطاع الرسول أولاً بأول كما تنص على تلك الطاعة جميع المصادر التاريخية لكلا الفريقين، لذا من البديهي أن كل من أطاع الرسول (ص) هو مسلم ومؤمن بدون جدل أو نقاش، لأن إطاعة الرسول (ص) هي إطاعة الله تعالى، فهو الذي حدب بنفسه عليه وحاماها من سيوف قريش في حين فرّ عنه بعض المسلمين وتركوه لسيوف قريش حتى تقطعه إرباً إربا... وبعضهم قد عصوا أوامره في كثير من المواقف فلا يستطيعون أن يفدوا الرسول بأنفسهم كما فداه عمه أبو طالب وقوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} يوسف/ 103 وقوله جل شأنه: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ} التوبة/101 فهنا يثبت قطعاً إسلام أبي طالب (ع) دفعاً لأعداء الدين وإفحاماً للمفترين على عم رسولنا الكريم والأنبياء المرسلين. ومما يدعم هذه الأدلة على إسلام وإيمان أبي طالب أن فاطمة بنت أسد هي من أوائل المسلمات الملبيات لدعوة الرسول (ص) امتثالاً لأمر الله سبحانه: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ} الأحقاف/31 فكيف يبقيها رسول الله زوجة لعمه الكافر وهي مسلمة؟ وقد قال الله العلي القدير: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} الممتحنة /10 سواء أن كان الزوج كافراً أو الزوجة وكيف يقبل الرسول أن يبقيها تحت ولاية رجل ليس بمسلم وقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} النساء/34 فكيف يكون له السبيل عليها وقد نهى الخالق هذا في قوله سبحانه: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} النساء /141 ولزوج له السبيل بحكم الولاية ونيل الحقوق وتنفيذ الواجبات إذا كان مسلماً أما الكافر فلا... فأي مسلم من الصحابة آوى النبي ونصره قولاً وفعلاً؟ فأبو طالب (ع) هو الذي آوى ونصر النبي (ص) فهو المؤمن حقاً كما أن النبي كان يحب أبا طالب، وذلك لاستدلال بعض المغرضين بقوله جل جلاله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} القصص/ 56 وكل من يحبه النبي (ص) لا بد أن يكون مؤمناً بالله ورسوله بدليل قوله تعالى: 
{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} المجادلة/22 فلا بد أن يكون أبو طالب مؤمناً مسلماً مصدقاً، فقد كان يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم لأن بني هاشم كانوا الأقلية في قريش وقريش كانت هي الأكثرية كما أن الرسول قد أمر الإمام علي (ع) بتغسيل وتكفين أبي طالب فلو كان أبو طالب كافراً لما أصر النبي (ص) على علي بتغسيله وتكفينه؟!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154649
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16