بات ثابتاً لدى أتباع مدرسة أهل البيت (ع)، عصمة وطهارة أمهات الأوصياء والمعصومين (ع)، استناداً للنصوص الصريحة والواضحة، فضلاً عن الدليل العقلي الذي يؤكد هذه الحقيقة.
ومن أعظم الأدلة على ذلك، ما يردده الموالون في كل يوم على لسان المعصوم (ع) بقولهم: (أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهّرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمّات ثيابها).
وخير مصداق لأمهات المعصومين هي السيدة العظيمة أم الزهراء (ع) مولاتنا خديجة الكبرى (ع)، والتي بلغت درجة الكمال حتى قال عنها النبي(ص): (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد).
بل نجد في بحوث علمائنا الأجلاء أن السيدة خديجة (ع) مفضلة على مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم؛ وذلك من خلال العديد من النقاط التي من أبرزها صبرها على النوائب، وما كانت تلاقيه من معاناة على يد أعداء رسول الإنسانية، وما بذلته من أموال لنصرة الرسالة الخاتمة ودعم سيد المرسلين(ص)، حتى ورد أن الدين قام بدفاع أبي طالب، وسيف علي، وأموال خديجة، فضلاً عن كون هذه السيدة من سلالة الأوصياء آباء الرسول الأعظم (ص)، حيث تلتقي بنسبها مع النبي عند جده قصي (ع).
ولكن الدليل الأهم على عظم منزلة السيدة خديجة وطهارتها، أنها كانت الوعاء للحوراء الأنسية سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين أم الأئمة الأطهار (ع)، حتى بلغت هذه السيدة من الشأن والعظمة أن الرسول الخاتم (ص) حين أُسري به قال لجبرائيل (ع): هل لك حاجة؟، فقال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام.
|