اتفق المؤرخون على سعة علمه وتقواه فيقول المأمون عنه:(إن الرضا اعلم اهل الارض واعبدهم)
وقال للرجاء بن ابي الضحاك: (هذا خير أهل الأرض)
وقال عبد الله بن المبارك: (هذا علي والهدى يقوده من خير فتيان قريش عوده)
سوء الأحوال السياسية بين الامين والمامون ساهم برفع المسؤولية وزيادة الجهود ومضاعفة النشاط.. يقول الامام الرضا عليه السلام عن ولاية العهد:
(وما زاد هذا الأمر الذي وصلت فيه نعمة)... وتشير الدلائل إلى أن زواج الإمام من ابنة المأمون كان سياسيا مفروضا الى حد ما- لكسب حالة الاطمئنان او ربما لجعل رقيب داخلي على حياته مع زوجة تصغره اربعين عاما..
فضيق المأمون على الإمام الرضا (ع) إلى درجة أن لا يصله من يقصده ولا يتكلم بشيء في داره إلا بُلغ به المأمون، فإذا كان الإمام مطوقا معزولا عن الناس بقوة السلطة التي سعت الى عزل الامام عن شيعته وتفريقهم عنه كي لا يظهر علم الإمام ولكي يحوط المأمون نفسه بالرضا ليحصل على قاعدة شعبية.
يقول الدكتور الشيبي: إن الرضا لم يكن امام الشيعة وانما هو امام الجميع امام المرجئة واهل الحديث والزيدية وسائر الطوائف الاخرى ويقول محمد بن طلحة الشافعي في معرض حديثه عن الامام الرضا (ع): (نما إيمانه وعلا شأنه وارتفع مكانه وكثر اعوانه وظهر برهانه).. والملاحظ إن الشيعة قد نالت التحرر واتساع النفوذ لأن شخصية الامام الرضا (ع) استقطبت قطاعا واسعا وهو القطاع الاكبر من الامة الاسلامية.
|