• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : فلسفة الانتظار .

فلسفة الانتظار

لقد استثمر الوعي الإنساني في تشكيل العلاقة مع الذات الاجتماعية التي هي حصيلة المعطيات والإفرازات للمجموعة البشرية المشتركة من حيث فعالية المنتج الفكري والمسار التاريخي، وتبقى الذات الحية في مراعاتها فاعلية الوعي والانتماء وقضية انتظار الظهور المبارك للامام الحجة من أكثر القضايا التي أضفت الشرعية في تجاوز الواقع إلى واقع أسمى لكون اليقظة لاتخضع لمحاور اجتماعية او تاريخية محدودة من حيث استيعاب الجذر الفكري المكون وليس السمات المؤولة التي ترتكز على تباين في المعطى الاستنتاجي التي تستوعبها عبر ممارسات نظم سياسية قد تعني إن فكرة الانتظار نظريا وعمليا مرتبطة بحالة الاضطهاد السياسي او الاجتماعي بينما الواقع الحقيقي لا يفرز مثل هذه الصيرورة التكوينية وكأنه ناتج سياسي أو ممارسة تحزبية حسب نوعية كل ظرف وواقع بل هي انتماء برهاني مستمد من الكتاب والسنة ولا علاقة لها بالانقسامات الطبقية لكونها موقف مبدئي لا يتجزأ حسب ممارسات يعكسها ظرف اجتماعي سياسي تاريخي دون سواه لكونه لايحتمل تجسيد ظواهر آثارية تتسم ضمن واقع محدد أي لاتصلح ان تكون حكما يلجأ إليه المظلومون فقط والرازحون تحت نير السلطات الجائرة كشعار من شعارات التحرير تنتهي عند المنال بل هي قضايا مصيرية مجزأة العوالم ذات مصادر شرعية دينية فاعلة.. وإذا أردنا أن ندخل في صميم الفكرة سنجد مسألة مهمة قد تكون صعبة التوضيح إذ حاول البعض (أسطرة) الفكرة: أي التعبير عن الإيمان وتعززه وتجليه موجها لسلوك أخلاقي وفي بناء منظومة القيم التي تتضمن الشعائر وتنضوي على قوانين عملية للحفاظ على الانسان تشكل نظاما محددا كالتي شكلت الخطاب الديني لدى قريش.. إن الأسطوري يرسم خرائط الوعي عبر ادراكه للطبيعة بينما فلسفة الانتظار لاتتقيد ببقعة من الارض ولا بجماعة من البشر فهي تتحدث عن العدالة المنشودة للجميع وباختلاف العهود الزمنية وباختلاف مستويات ادراكها ومعاناتها وهوياتها لكن الملاحظ أن هناك قوة مختزنة في عقيدة الانتظار تجعل المجتمعات قادرة على احداث تحول هائل في جميع التواريخ، فعقيدة الانتظار امتلكت قيما غير موضوعة وانما هي اسس عقائدية مبرهنة لها عمق وجداني امتلك مساحة الحياة لصالح العدالة المفقودة وهذا الذي منحها قوة التماسك فالخطاب الايماني الرسالي قدم نفسه كقوة بديلة أخذت مضامين اجتماعية ثقافية انبثقت بقوة عبر مستويين الأول: بيـّن الصراع الفكري الرسالي عند جميع الأنبياء، ثانيا: قدم تقويما لتطبيق الرسالات ظهر عبر قيادة النبي (ص) والدعم القرآني عبر ثلاثة عناصر: وجوب معرفة الله بدلالة الشاهد على الغائب وبالقول على وحدانية الله ونفي الشرك عنه، أي إبعاد تأثير الطبيعة والسحر ـ والقول بالرسالة يجب ان يتطرق الاهتمام بالقرآن مستودع الحقيقة.. 
إذن ارتكز الإسلام على جوانب وجدانية امتلكت العقيدة بالحب والولاء والتحمت بفكرة الفلسفة بالامل والرجاء، إذن هي نفس المكونات بمذهب القوة الرومانسية لأنه يعني الأمل والرجاء وحول دموع المظلومين الى قرار أكيد بالمقاومة والسعي الى تغيير الواقع الفاسد مثلما كان الارتباط بقيادة الرسول (ص) يكون الارتباط بالقدرة المعصومة التي تجسد أفكار الرسالة تجسيدا كاملا وأمينا، التحام الفكرة بالعاطفة الوجدانية ومثل هذا المحور من المؤكد انه يبعد نقطة اتهام المذهب باليأس ولأن العقيدة دين وشعائر ومبادئ، قد شكلت انبثاق خطاب الإيمان الرافض لكل اشكال السلطة الوضعية، وهذا بطبيعة الحال سيشكل خطرا على جميع الجذر السياسية القائمة على مصالح مرسومة، خلق حالات يأس سياسي وليس يأس إيماني لكونه هو القوة الفاعلة لبناء كل تاريخ .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154459
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16