المنهج التربوي منهج شامل متكامل وضِعَ لبناء الشخصية الانسانية بناءً صالحاً وإيصالها إلى قمة التكامل والسمو والارتقاء ولا يتحقق ذلك بمجرد طرح الآراء والمفاهيم والقيم أو الدعوة إلى تجسيدها في الواقع مالم تتوفر عوامل مهيئة تتحرك في أجوائها الآراء والتصورات لتدخل إلى عقل وقلب وإرادة الطفل لتوجهه الوجهة المنسجمة مع ثوابت وأساسيات المنهج التربوي السليم، وهذه العوامل المهيئة تجعل الطفل مطمئناً للمنهج التربوي وللمسؤولين عن تحقيقه في الواقع، وهذا الاطمئنان ضروري في تقبل المنهج واستشعار ضرورة تطبيقه في داخل النفس وفي واقع الحياة.
• المودة بين الوالدين:
إن علاقة الود والحب بين الوالدين من أهم العوامل المؤدية إلى سكن النفس وهدوء الأعصاب وطمأنينة الروح بين الوالدين أنفسهما وبين الأطفال وهذا اللون من العلاقات يؤدي إلى تماسك وتقوية بنائها.
والمودة والمحبة والرحمة تؤدي إلى الاحترام المتبادل والتعاون الواقعي في تربية الطفل، وهي ضرورة للتوازن الانفعالي عند الاطفال وهذه العلاقات في مفهوم الاسلام فرض إلهي وواجب شرعي فتكون مظاهرها ومقوماتها وادامتها استجابة لله تعالى وتقرباً اليه وقد ركز أهل البيت (ع) على ادامة مثل هذه العلاقات بين الوالدين لانها الاساس في خلق الاستقرار والطمأنينة
مراعاة الحقوق والواجبات داخل الاسرة:
وضع المنهج الاسلامي بثقليه: القرآن الكريم وأهل البيت(ع) برنامجاً متكاملاً في الحقوق والواجبات داخل الاسرة الواحدة فلكل فرد فيها حقوق وواجبات ينبغي مراعاتها وهذا بدوره عامل مساعد على انجاح المنهج التربوي، فمراعاة حق الزوج من قبل زوجته وكذلك العكس المماثل منه يعمق المودة والمحبة بينهما وتزداد الثقة المتبادلة بينهما وهذا ينعكس ايجابياً في حركة البناء التربوي.
• إشباع حاجة الطفل:
هناك حاجات متعددة لدى الأطفال شأنهم شأن الكبار، لا بد من اشباعها في الوقت المناسب وفي القدر المناسب ووفق الضوابط العرفية والشرعية، والإشباع ضمان لتمتع الأطفال بالصحة العقلية والنفسية، وهو بدوره يساهم في النمو التربوي السليم الذي يجد مرتعه الخصب في الاستقرار والطمأنينة .
واثبتت الدراسات إن الحاجات تعمل عمل الدوافع فتحركنا نحو السلوك، وفقدان اشباع الحاجات يحعل الفرد يفقد توازنه الجسمي أوالنفسي، والحاجة تطلق الطاقة وتضفي قيمة على الأشياء والأحداث.
واذا تتبعنا منهج أئمة أهل البيت (ع) لوجدناه يراعي حاجات الانسان وخصوصاً الطفل، فلا يعطلها ولا يلغيها ولا يحمـِّلها ما لا تطيق. ويتعامل معها كأمر واقعي بحاجة إلى إشباع وارتواء، وقد قال الإمام جعفر الصادق (ع): {ثلاثة أشياء يحتاج الناس طراً إليها، الأمن والعدل والخصب}.
ومن أهم حاجات الأطفال هي:
1. الحاجة إلى المحبة والتقدير.
2. الحاجة إلى الرفاهية.
3. الحاجة إلى اللعب.
4. الحاجة إلى الجنس.
ولما كانت الفقرة الرابعة في غاية الحساسية والأهمية، خصوصاً عند مرحلة البلوغ لدى الفتيان حيث تتقد الغريزة الجنسية ويصبح اشباعها حاجة ضرورية وملحة وأمام هذه الحاجة لا يوجد إلا طريقان:
الطريقة الأولى:
طريق الخطوات والمقومات التالية اتجاه الأبناء:
1. اسشعار الرقابة الإلهية.
2. استشعار الثواب والعقاب.
3. تقوية الإرادة.
4. إثارة الوجدان.
5. تعديل الاستجابة الشعرية، وتوجيه الشباب إلى اهتمامات أخرى
6. منع جميع أنواع وألوان الاثارة الجنسية.
الطريقة الثانية:
الزواج المبكر/ فالزواج المبكر الطريق الوحيد لإشباع الحاجة إلى الجنس، وابعداهم عن السلوك والتوجه الخاطئ الذي قد يؤدي بالشباب إلى مستنقع الانحراف الجنسي والرذيلة.
|