قبل شهر رمضان بأيّام معدودات يستعد الناس لشراء المواد الغذائية الخاصة بالشهر، كالطحين والتمن والدهن والهيل وغيرها، وتعرف بـ(الكَيْل)، ويزداد عليها الشراء والطلب في رمضان، وإلى ذلك يُضرب المثل المعروف (چدّ الدهر، واكله ابشهر). وقد تكون الحاجات التقليدية اليومية لأيام رمضان ولياليه قد وصلت إلى حوانيت العطارين والبقالين والشكرچية، فتنتعش حركة السوق في الأيّام الأخيرة من شهر شعبان انتعاشاً يخالف الأيّام الأخرى. وفي هذه الأيّام بالذات نسمع من على مآذن الروضتين الحسينية والعباسية عبارات تهليلية للسيد حسن الجهرمي والشيخ جواد المؤذّن والسيد أمين، يرحّبون بمَقْدم الشهر بعد أذان الغروب وأذان الفجر. وفي الليالي الأُولى من هذا الشهر ترى الباعة على امتداد الأرصفة والأماكن العامة يعرضون المعروضات (البَسْطات)، وفي مقدمتهم باعة البقلاوة والزلابية وشَعر البنات والباميا السكّرية ومَنَّ السما والحُلقوم وكَعب الغزال والملبَّس والرگاك وتاج الملك
وتُمَدّ الموائد وعليها صحون الحلويات بأشكالها المختلفة وصحون المحلّبي على امتداد أرصفة الشوارع أو دكّات الدكاكين المغلقة، وقد تكون في جانب بعض المقاهي لأنها تُغلق في النهار، وبالليل يباع المحلّبي.
وقبيل وقت السحور بفترة أمدُها ساعة واحدة أو أكثر، يطوف (المسحراتي) أي الطبال ليدق على صفيحة فارغة (تنكه) منبّهاً النائمين وموقظاً إياهم، ثمّ تطورت هذه العملية بالضرب على الطبل بدلاً من الصفيحة، وذلك استعداداً للسحور في كل ليلة من ليالي رمضان
ومن الظواهر التي كانت في كربلاء أنّ التمن والمرق لا يُؤكلان وقت الإفطار، وأنّ أكلهما وقت السحور. وبعض الناس يتناولون فطوراً خفيفاً ويجعلون السحور الوجبة الرئيسية. ومن بين الأكلات التي لا تؤكل إلا قليلاً جداً في هذا الشهر السمك، لانه يسبب العطش، وكذلك الهريسة.
*****************
وهناك مجالس أفراح ومسرات، ومجالس وعظ وعزاء (حسيني) تقيمها الأُسر و(البيوتات) الكربلائية في الدواوين، فلا تخلو محلة من المحلات والأماكن المقدسة منها. ومن أشهر تلك المجالس هي التي تُعقد في ديوان السادة آل النقيب، وديوان السادة آل الرشدي، وديوان السيّد عليّ الأحمد آل نصر الله، وديوان السيّد عبدالوهّاب آل طعمة حاكم كربلاء وسادن الروضتين، وديوان السيّد محمّد مهدي بحر العلوم وزير المعارف الأسبق، وديوان السيّد عبدالحسين الدّده، وديوان السادة آل طعمة سدنة الروضة الحسينية. وديوان السادة آل ضياء الدين سدنة الروضة العباسية، وديوان السادة آل ثابت، وديوان السيّد مصطفى الشروفي آل طعمة نائب سادن الروضة الحسينية وولده السيّد سعيد الشروفي، وديوان السيّد عبدالحسين السر خدمة آل طعمة مدير الأوقاف، وديوان الحاج محمّد رشيد الصافي، وديوان آل عوّاد، وديوان الحاج علوان الجار الله رئيس عشيرة بني سعد، وديوان عشيرة الوزون برئاسة الشيخ عمر العلوان ، وديوان الحاج حسن الشهيّب ، وديوان الشاعر السياسي الحاج عبدالمهدي الحافظ ، وديوان الشيخ طليفح الحسّون رئيس عشيرة النصاروه، وديوان الشيخ گمر النايف رئيس عشيرة السلالمة، وديوان السادة آل الشهرستاني، وغيرها
|