المركزية الغربية إذا كانت قائمة على التعالي على الشعوب محاولة تسخيرها واستعمارها لإمتصاص خيراتها وتدميرها بالكامل تاركة الشعوب تصارع الآفات والفقر، فإن المركزية الإسلامية قائمة على تصدير الخير والمحبة والسلام إلى كل شعوب الأرض لغرض هدايتهم لإتباع الحق وعبادة المعبود المطلق الله تبارك وتعالى بشتى أنواع العلوم والمعارف في الأدب والطب الكيمياء والفلك لإنتشالهم من الظلمات إلى النور فشتان ما بين المركزيتين في الأهداف والوسائل.
إن الجيل المسلم لا يمتلك عقدة كالتي عند الالمان في القرن الماضي وعند الأمريكان في العصر الحالي، فنحن لدينا رسالة سمحاء نريد أن نرسلها للعالم بأننا أمة أخطأ في حقها الآخرون بالمؤامرات الدنيئة التي حيكت ضد إسلاميتنا وتراثنا الفكري والعقائدي على مر العصور فالعولمة الغربية تضع العراقيل والمعوقات أمام المسلم ليندمج مع العالم الخارجي وتـُقبل افكاره وإبداعه، فهم يضللون شعوبهم ويحذرونهم من الاقتراب من المسلمين وبلادهم بحجة أنهم ارهابيون.. ذلك الإرهاب الذي صدّروه لنا بخسة ودناءة ثم صاروا يلصقونه بنا ظلماً وعدواناً .
الإشكالية التي كانت لدينا في زمن النظام السابق هو أن النهج الإسلامي العام كان تحت الرقابة الشديدة والصارمة من قبل أجهزة النظام ومجيِّر لأهواء الطاغية وخدمة سياساته المشبوهة.. أما اليوم وبعد أن منّ الله علينا بنعمة الحرية والخلاص من قيود الماضي فقد تنفـّس التعليم الديني في العراق وأصبح بإمكاننا تنشئة أبنائنا التنشئة السليمة المستوحاة من الفلسفة الرائعة لديننا الإسلامي الحنيف من القرآن والسنة النبوية ومدرسة أهل البيت (ع) التي تحث على تفعيل القدرات الفعلية والذهنية للفرد واتباع نهج المنطق والاستدلال للخوض في مختلف البحوث والمناظرات الدينية والدنيوية.
|