اذا ضاقت في وجهك الدنيا، وغلقت أبوابها، وابتليت بأحزانها وهمومها، وانقطع عنك الرزق، وقلت الاموال، وكثرت ديونها، فتوجه إلى رب السماء فلن يضيع نداء ولن يخيب رجاء..
فلقد سمع موسى رجلاً كافراً يدعو بهذا الدعاء فاستجيب نجواه، فلِمَ لا يستجيب لموحدٍ مؤمنٍ قاصدٍ إياه.
" يا صنم اطعمني، يا صنم اسقنين يا صنم اشفني"..!
وبينما هو ينادي على الصنم، أخطأ لسانه فقال: "يا صمد أطعمني"..!
فقال الله تعالى: لبيك عبدي..
فقال موسى: يا رب ينادي على الصنم فأخطأ وقال: يا صمد..
فقال تعالى: وهل هناك صمد غيري..؟
فمن عدله سبحانه وتعالى أنه يستجيب الدعاء ..
ولم يختص أحداً دون أحد.. كلهم على حد سواء: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، فلقد ربط الإجابة بالدعاء، فهو لا ينظر الى الاشكال والأموال، بل ينظر إلى القلوب، فيجيب دعوة الداعي، ويكشف السوء في الضراء..
فلا تيأس من روح الله..
اشكُ بثك وحزنك.. فهو يفرج الكروب.. وينفس الهموم ويرزق من يشاء .
ألا يقول لنا: "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"
فأي بشارة ابعث للاطمئنان من هذه البشرى..؟
|