يعمل نص المسرح الحسيني الحداثوي على كسر نمطية المألوف في البحث عن الدهشة؛ لكون القضية الحسينية واسعة المضمون، كثيرة الأحداث، لها عمق يستوعب التألق، بعيداً عن الزخرفة اللفظية او سطحية الطرح.
مسرحية (لبيك يا حسين) للكاتب المسرحي: عبد الحميد هاشم شلش، المشاركة في مهرجان المسرح الحسيني في العتبة العباسية المقدسة، عملت على اثارة فلسفة الغواية بدءاً من عملية التكبر الابليسي (لم أسجد لآدم) الى اغواء ادم، واخراجه من الجنة الى قتل قابيل أخاه، فاعلية استدراج الفعل الاغوائي الى كوامن الحدث كقراءة تأويلية، ابليس نفسه يعمل على تزييف المعنى فهو يقول:ـ أنا لا أشرب خمراً، ولا ارتاد حانات العار، بل هي قلوب لا تدرك الرحمن نحوي هوت، وفعلا هو لم يقتل بسيف ولم يذبح حسينا لكنه كان صاحب الخطوة التحريضية.
ثم يقدم النص الرؤية المنحرفة للتفسير الشيطاني: كيف يصور الشيطان رؤاه؟ وكيف يعد التبريرات؟ فهو يرى ان الإصلاح الحسيني هو تخريب للقيم الصالحة حسب منطوقه كشيطان يراه تهديدا لمصالحه، كل اصلاح عنده يحتاج الى جهد مقابل ليقوم هذا المفهوم الى مفهوم شيطاني يسمى التهديم الإصلاحي، فنجد في خفايا النص تعاقداً بين الكاتب والوسيلة التجريبية للوصول الى تأويلية عالية الجمالية، فالشيطان مثلاً في النص ينصح الحسين (عليه السلام) عليه ان يجلس للفتوى، فالناس احوج اليه من سل السيوف.
هنا المنحى يقدم كشبكة من التوجهات السلبية الممغنطة بظاهر نصي، كأنه يعمل للخير، يكون المغزى تمويليا، يرى ان على الحسين ان يرجع ويدع العروش لسلاطين الدنيا.
وعند مناقشة الرجل المعاصر الشاب يبدأ النقاش تمويها: هل الشيطان سل سيفه وقطع رأس الحسين أم الشمر بن ذي جوشن؟
الأسئلة تنحرف نحو الوضع عندهم، فالحسين ميت كما يرونه، والموتى لا منفعة تترجى منهم، لكن الشاب الذي يمثل الواقع المعاصر، صلب، جاء ليعلن للتاريخ: (لبيك يا حسين) يلتقي في بؤرة النص مع التأريخ ويرى البطش والإرهاب والعنف العربي الاموي ويصمد بوجه العاتيات لتكون النتيجة الفوز على كل شيء من اجل نصرة موفقة يهرب منها الشياطين.
|