(بنية التعارف)
أولاً: اسم الكتاب (خلافة محمد ص)
ثانياً: تأليف (ولفرد مادلونج) من أكبر المستشرقين المعاصرين، له مساهمات علمية كثيرة في دراسة الفكر الإسلامي عموماً، والشيعي خصوصاً، وتخرج على يد كثير من المستشرقين.
(عرض ونقد)/ السيد هاشم الميلاني - مدير المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية التابع العتبة العباسية المقدسة/ قسم الاستشراق.
(الهدف): يهدف المؤلف الى دراسة جذور الخلافة الإسلامية نشأتها الأولى بعد رحيل رسول الله (ص)، وتقسيم المسلمين الى شيعة وسنة، ويذهب الى أن رسول الله (ص) لم ينص على احد بالخلافة، لكنه بالاستناد الى آيات قرآنية كثيرة يستنتج أن المفهوم من هذه الآيات الدالة على توارث النبوة والخلافة، ولكن رسول الله (ص)، لم يمهله الأجل لإعلان ذلك، وعليه يخالف الرأي السائد عند المستشرقين من الخلافة، كانت اثر انتخاب طبيعي للمسلمين.
ثم يسلط الضوء في عدة فصول على حياة الخلفاء، ثم يسلط الضوء في عدة فصول على حياة كل خليفة، وينتهي الى تأسيس الملوكية الجائرة من قبل معاوية، ويلحق في نهاية الكتاب مجموعة ملاحق تخص التاريخ الإسلامي في الصدر الأول، من قبيل دفن رسول الله (ص) وغيرها من الملاحق المفيدة.
(مقدمة المؤلف): لم يحدث في تاريخ الإسلام خلاف اعمق وأبقى من مسألة خلافة محمد (ص)، حيث أصبح حق استخلاف النبي واستلام زمام أمور الأمة بعد رحيله، واحداً من أهم المسائل الدينية التي سببت افتراق الأمة.
(الخلاف بين المستشرقين): يشير المؤلف الى نظريتين متخالفتين عند المستشرقين:
أولاً: نظرية (لامنس)، يرى ان هناك مراحل تمهيدية كانت لإقصاء بني هاشم.
ثانياً: نظرية (كايتاني) يرى أن الخلافة شرعية.
سؤال (مادلونج): هل أن مسألة الخلافة كانت بهذه السذاجة، انها خلافة نبي وليست خلافة عرش.
(الاستدلال): استدل الشيعة بعشرات الآيات النازلة بحق أمير المؤمنين واستشهادهم بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) {المائدة/67} النازلة في أمر تبليغ امامة علي (عليه السلام) في حجة الوداع، وعندما تم التبليغ في غدير خم نزل قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) {المائدة/3}، غيبت آنذاك المصالح، الفهم الخاطئ بعدم نصب خليفة للاعتماد على الشورى، وهذا لا يعني دليلا على عدم تمكن النبي (ص) من انتخاب خليفة من ذريته لقيادة أمور الأمة الإسلامية الدينية، عدا مرتبة النبوة.
ومسألة الاستخلاف فإن هذا الأمر يتم تعيينه بالاختيار الإلهي بنص القرآن، ربما يميل المؤرخون من غير المسلمين الى القول بأن تردد محمد كان ناشئا من علمه بحدوث مشاكل كثيرة لخليفته فيما لو كان علياً، نظرا للتنافس الممتد بين قبائل قريش حول الرئاسة والزعامة.
(رأي): يرى السيد هاشم الميلاني أن ما ذهب اليه من تقصير رسول الله (ص) منذ البداية وحتى النهاية، يرى خارطة الطريق التي رسمها رسول الله (ص)، والبرنامج الذي تكفل تربية علي (عليه السلام) تربية الهية.
(الشاهد): (نهج البلاغة - الخطبة 192 – القاصمة):
قال علي (عليه السلام): (وقد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، حتى يقول: لقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (ص) وخديجة وانا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة)، وقال لي رسول الله(ص): (يا علي انك تسمع ما اسمع وترى ما أرى الا انك لست بنبي ولكنك وزير وانك لعلى خير).
(نتيجة): حديث الغدير هو الشاهد الأكيد والحمد لله رب العالمين.
|