• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من أروقة الحياة .
                          • الكاتب : هاشم الصفار .

من أروقة الحياة

 انتقاء العمل المناسب:

 قد لا يتسنى لكثير منا انتقاء العمل المناسب له، والذي ينسجم مع مواهبه وامكانياته، ويتماشى ذلك مع تطلعاته وسعادته، فالأعم الأغلب وجد نفسه، ونشأ ودرج على عمل لم يختره تحديداً، أو لم تكن هناك فرصة للانتقاء والاختيار، بل ورثه قسراً، أو اضطر لقبوله بعد انعدام الفرص الجيدة الأخرى..!
فإن استطاع الانسان في مرحلة ما من حياته، من اختيار ما يناسبه من عمل فكرياً وثقافياً وجسدياً واجتماعياً واقتصادياً.. فهو بذلك يكون قد خطا خطوة مهمة نحو عوالم الابداع، والشعور بالرضا النفسي تجاه ما يعمله.

الغاية تبرر الوسيلة:
 برزت هذه الفكرة في النفوس أو المجتمعات التي لا تكترث بالغذاء الروحي والإيماني للفرد، فعندهم الوسيلة بغض النظر عن كنهها، تبررها بالضرورة الغاية، فهي عندهم أسمى بكثير من الوسائل مهما شرفت، أو تدنت في خدمة الغايات، بغض النظر عن براءتها أو قذارتها، أو إن كانت صالحة أو طالحة..!
وبطبيعة الحال، هذا ينعكس تماماً بعد ذلك على المجتمع سلباً، فعندنا الوسيلة يجب أن تحظى بمقبولية شرعاً وعرفاً ومنطقاً؛ لكي تحقق نجاحاً طيباً في المجتمع، وتصالحاً ورضا ذاتياً يحقق السعادة المرجوة منها. قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتقِينَ) [المائدة: 27]. وقال النبي الأكرم (ص): (لا يُطاع الله من حيث يُعصى).

رسم الأهداف في عالم متغير:
 تذهب النظرية الغربية الى أن المتغير هو الثابت الوحيد في هذا العالم، بمعنى أنك تستطيع اثبات الشيء اليوم بالأدلة العلمية، واثبات نقيضه غداً أيضاً بالوسائل العلمية..! فلا شيء ثابت في نظريات عالم متغير متسارع.. لذا يكون رسم الأهداف بغية تحقيقها من الصعوبة بمكان بحيث أن الرغبات والطموحات خاضعة للتغيير بحكم ظروف البيئة والتقلبات السياسية والاجتماعية، فالإنسان كل يوم ربما في تصور ومخيلة ورغبة وأمنية صعوداً ونزولاً وبمستويات متباينة تبعاً للظروف المحيطة بالفرد، لذا فالأهداف المشروعة الموضوعية هي أيضاً تتغير، ولكن كتابتها والتذكير بها دائماً، ربما يعطيك الرغبة الحقيقية، والحراك الايجابي، وبه من دواعي التجسيد الواقعي المستقبلي ما يُعتد به.

كيف نتسلح بالإيمان؟
 الايمان تختلف تصوراته من شخص لآخر، فهناك من يكون إيمانه في العبادات والفرائض فقط، وهناك من يراه رؤية وتفهماً عاماً للحياة، والكون والطبيعة، وكيف يكون الانسان نقياً واعياً ناضجاً ايجابياً مع نفسه، وفي علاقاته مع مجتمعه، وهناك من يجمع الأمرين معاً، فهما ضروريان في تسلح الفرد بالإيمان الحقيقي الذي يتسنى له مواجهة صعوبات الحياة برباطة جأش، جاعلاً نصب عينيه قوله تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصلاَحَ مَا استَطَعتُ) (هود/88)، فضلاً عن الطاعة لرب السماء بأداء تعاليمه وفرائضه المنزلة، عبر الشرائع والكتب السماوية المعتبرة.

عبثية التعلق:
 ربما يقيّد الانسان نفسه بحبائل التعلق بالمنصب، بالجاه، بالمال، بالسمعة، بإنسان ما، أو معتقد ما، برمز ما، وهكذا الأمر يدور دائماً، فتراه مكبلاً بكمية لا حصر لها من القيود بحجة أن هذا التعلق قسري، ولا طاقة له على التخلص منه، هذا إذا أراد فعلاً التخلص منه..! فالأعم الأغلب من المتعلقين بشيء ما في الحياة، هم يستلذون فعلاً بكل ما يصيبهم من جراء هذا التعلق..! ولو أرادوا حقاً وصمموا على رؤية العالم بنظرة جديدة مجردة من أي بصمة من بصمات التعلق، نراهم حتماً سينفتحون على آفاق رائعة كانوا محرومين من ملامستها؛ جراء الانقياد وراء تعلقهم الذي يرى بعين واحدة..!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154054
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16