بعيداً عن فلسفة التشريع الديني يرى بعض الفلاسفة أن الخطيئة قائمة على محورين الأول الدراية- وادراك ابعاد الخطيئة والأذى والمحور الثاني الجهل.. وفلسفة الأمرين مختلفة ففي الأولى ستجد أن ثمة فلسفة تحاور تشريع الأمر وتمنطقه حسب مؤهلات فكرية مخادعة يصير فيها اللص زائر ليل أو مستعيراً لحاجة- وسر هذا التبرير معلن- أما المستتر النفسي فهو أعقد بكثير- ستتغير عنده ملامح التبرير تارة بسوء الأحوال المادية- وغنى المسروقين وطوراً بسخطه على المجتمع فهو يحاول بوعي أو بجهل تخفيف الألم التابع من العقل الذي يدعى بتأنيب الضمير..
ولذلك نجد دائماً المخطئين يدرجون الأسباب قبل التفاصيل سعياً لخلق مشاركة وجدانية عامة- ليحولوا الضمير إلى أبله معتوه يرى الرشوة.. هدية.. والسرقة بطولة- والقتل السافل قصاص.. فالتبرير يفسر فلسفة الخطيئة فالجميع يبرر سلوكه اليومي- الرجل العادي، المتعلم، المثقف.
فالفلسفة هي جزء مستحكم من أفكارنا وأحاديثنا اليومية والمنطق القائم أن الأغلب يرفض أمراً يعتقده معقداً وسعياً لالقاء ما لا يريد أن يراه ولو نظرنا إلى ردات الفعل سنجدها باتجاهات ثلاثة سلبي، إيجابي، لا مبالي- والسلبي ينتجه صوت السخرية والهجاء والثاني استفهامي والثالث الإلغاء.
|