• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصوم جنه من النار .
                          • الكاتب : فاطمة السعيدي .

الصوم جنه من النار

 أن الصوم أجره عظيم، وثوابه جسيم، يميت مراد النفس وشهوة الطبع وما يدل على فضله من الآيات والأخبار أكثر من أن تحصى . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):«الصوم جنة من النار »  الصوم فيه صفاء القلب ورقته، واتقاد الذهن وحدته، والالتذاذ بالمناجاة والطاعة، والابتهاج بالذكر والعبادة ،وطهارة الجوارح، وعمارة الظاهر والباطن، والشكر على النعم والاحسان إلى الفقراء، وتضاعف الحسنات، وفيه من الفوائد ما لا تحصى ولا تعد 

ينبغي للصائم أن يغض بصره عن كل ما يحرم النظر إليه، أو يكرهه، أو يشغل القلب ويلهيه عن ذكر الله تعالى، ويحفظ اللسان عن حصاده، ويكف السمع عن كل ما يحرم أو يكره استماعه، ويكف بطنه عن الحرام والشبهات، ويكف سائر جوارحه عن المكاره.وينبغي أيضا ألا يستكثر من الحلال وقت الافطار بحيث يمتلئ، إذ ما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن ملئ من حلال، كيف والسر في شرع الصوم قهر عدو الله وكسر الشهوة والهوى، لتتقوى النفس على التقوى، وترتقي إلى ذروة التشبيه بالملائكة الروحانية وكيف يحصل ذلك إذا تدارك الصائم عند الافطار ما فاته ضحوة نهاره، لا سيما إذا زيد عليه في ألوان الطعام، كما استمرت العادات في هذه الأعصار،، فلا بد من التقليل حتى ينتفع بصومه. وهذا إنما يحصل بتقليل  الأكل  عما  يأكله  في غير وقت الصوم، فلا جدوى لمجرد تأخير أكله وجمع أكلتين عند العشاء، ثم لو جعل سر الصوم ما يظهر من بعض الظواهر من إدراك الأغنياء ألم الجوع والانتقال منه إلى شدة حال الفقراء، فيبعثهم ذلك على مواساتهم بالأموال والأقوات، فهو أيضا لا يتم بدون التقليل في الأكل«لكل شئ زكاة وزكاة الأبدان الصيام»
للصوم ثلاث درجات:
الأولى :-صوم العموم وهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة، وهذا لا يفيد أزيد من سقوط القضاء والاستخلاص من العذاب.
الثانية :- صوم الخصوص وهو الكف المذكور، مع كف البصر والسمع واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن المعاصي، وعلى هذا الصوم تترتب المثوبات الموعودة من صاحب الشرع.
الثالثة :- صوم خصوص الخصوص  وهو الكفان المذكوران، مع صوم القلب عن الهمم الدنية، والأخلاق الردية، والأفكار الدنيوية، وكفه عما سواه بالكلية، ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر في ما سوى الله واليوم الآخر، وحاصل هذا الصوم إقبال بكنه الهمة على الله، وانصراف عن غير الله ، وهذا درجة الأنبياء والصديقين والمقربين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153947
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15