مذُ عامً ربيت الصمتِ بعد إن أدخر جوفي الكثير من عبثية الكلام، كان حلم واحد فقط هو أن اكون في ريبة كابوس مخيف، أستيقظ على صوتِ أذان الفجر يُزيح شيطان نيسان بعيدًا عني!
حملت هاربةً حبي على كتفي، شددتُ رحلي قاصدًة النسيان..
- لكن الليلة..!
-ماذا الليلة؟
-أبريل..
-وما شأن أبريل بك؟
- كل شيء في المدينة هادئ إلا قلبي!
-لماذا؟
لا أعلم! كل ما بوسعي معرفته هو إني لا أقوى على الحراك، حتى أنني لا ابصرُ شيء كمن أصابته دهشة الموت!!
النسيان هو حسرة الظمأن حين يرئ الكؤوس على جدار الأنتظار، مضت ثلاث مائة وست وستون ليلة.. اتشبث بطرف خيط من أمل عليَ أرتوي حتى لو ربع كأس، لكن كيف لهذا العدد أن يضاعف صبوته في قلبي على عكس ما تمنيت؟!
عبرتُ الذكرى أخيط في أقدامي الخطوات؛ أبحثُ عن خليلُ أنجبه الألم!!
ألقيتُ بروحي وجسدي أرضًا؛ كقطرة مطر تقبل ذراتِ الترب!!!
أبحث عنه في الحضيض بين كواغد الذكريات!!
يشق الفجر خيوطه في عيني، و يعيد تشكيلي بكل هذا الخليط من الماضي!!
تُحلق طيور خافقي غامضة تبحث عن الطعام نحو العدم!!!
كل حواسي تشدني إلى كذبة هواك..
شـِفاء
|