لكي نستطيع أن نكوِّن نظرة عامة عن نشأة الصحافة الكربلائية، لابد لنا من تسليط الضوء على عرض تاريخي للصحف والمجلات الكربلائية والموضوعات البارزة فيها وما قيل وما نُشر عنها ثم ذكر أبرز الصحفيين البارزين، فقد لعبت الصحافة في كربلاء دوراً كبيراً في مضمار الحياة الفكرية، وكان لها نصيب وافر ونشاط ملموس في دفع زخم الحركة الثقافية الى التطور والتقدم والازدهار، فليست الصحافة بحديثة العهد، إذ أنَّ جذورها تمتد الى عشرات السنين المنصرمة، ولم تكن أقل شأناً من أخواتها الصحف المحلية التي ساهمت في رفع المستوى الثقافي والفكري في سائر انحاء المدن العراقية كبغداد والموصل والبصرة وغيرها.
وكلنا يعلم أن كربلاء ذات أمجاد خالدة، لها ماضيها التَّليد وحاضرها المشرق، فهي بحق معين الثقافة ومنبع الحضارة نظراً لمكانتها العلمية المرموقة، كانت محط رحال المسلمين منذ أمد طويل، فلا غرو إذا انبثقت منها بين حين وآخر صحفٌ ومجلاتٌ تعبِّر عن أماني أبنائها الاحرار الذين يتطلعون بشوق ورغبة الى مستقبل وضّاء.
 بقيت كربلاء خالية من الصحف الرسمية الى وقت الاحتلال البريطاني سنة1916م، ومنذ ذلك التاريخ كانت نقطة الانطلاق الصحفي للمدينة، وذلك على اثر صدور جريدة (الاتفاق) فكان ميلاداً للرأي العام، وكذلك صدور عدد من الكتب التي تهتم بتاريخ الصحافة منها: (تاريخ الصحافة) للسيد عبد الرزاق الحسيني، وديوان أبي المحاسن الكربلائي، وغيرها. 
وما دُمنا بصدد الحديث عن الصحافة الكربلائية وتاريخها، لابد لنا أنْ نستعرضَ تاريخ صدور هذه الصحف والمجلات، وما أدّته من خدمة نافعة في تطوير الحياة الأدبية والعلمية والسياسية خلال الحقبة التي صدرت فيها تلك الصحف.ومن أشهرها:
1ـ الاتفاق: جريدة عربية أنشأها في كربلاء الحاج ميرزا علي الشيرازي، وبرز عددها الأول في7 آذار 1916، وأثنى عليها الشاعر محمد حسن أبو المحاسن بقوله:
حــــاول مجداً انه ... ثمر حلو الجنى حلو المذاق
ما جنته أمةٌ قبلُ ولا ... يُجتنى إلّا بجدٍ و(اتفاق)

2ـ الغروب: وهي جريدة اسبوعية جامعة، صاحبها ومدير شؤونها عباس علوان الصالح، ومديرها المسؤول المحامي حسن محمد علي، صدر عددها الأول في22 ربيع الثاني سنة1354هـ /24 تموز سنة1935م. وقد نشرت مختلف البحوث الاجتماعية، وأصدرت عدداً خاصاً بالنهضة العربية. وكانت تطبع في مطبعة الشباب بكربلاء لصاحب الجريدة نفسه، وظلت تصدر في كربلاء حتى عام 1937، ومن ثم غرُبت عن أنظار القراء، وقد ورد ذكرها في (الدليل العراقي). 
3ـ الندوة: في سنة 1941م - 1360هـ أسست في كربلاء جمعية أدبية باسم (ندوة الشباب العربي) واصدرت جريدة يومية أدبية جامعة باسم(الندوة) وكان مديرها المحامي السيد محمد مهدي الوهاب آل طعمة، وساهم في تحريرها نخبة من رجالات كربلاء المثقفين منهم: الشيخ محسن ابو الحب، ومشكور الاسدي، والمحامي حمزة بحر وغيرهم، توقفت عن الصدور بعد مدة قصيرة، وقد نشرت بعض المقالات السياسية عن حركة رشيد عالي الكيلاني.
4ـ الاسبوع: وهي جريدة اسبوعية أدبية جامعة أصدرها الاستاذ عباس علوان الصالح عام1943م، وكانت تضم بحوثاً أدبية ممتعة وتراثاً علمياً ضخماً، ثم انتقلت الى بغداد حيثُ استأنفت صدورها هناك، ونشر صاحبها كتاباً تناول فيه المعاهد العراقية الانكليزية، فصادرته وزارة الداخلية وألغت امتياز جريدته.
5ـ القدوة: صدرت عام 1951م وهي جريدة أسبوعية أدبية جامعة، صاحبها الأستاذ رحيم خضير الكيّال، ومديرها المحامي حسن عبد الله، وقد ضمت صفحاتها مواداً أدبية منوعة. وكانت منبراً لأقلام كبار الكتاب والادباء والباحثين أمثال: حسين فهمي الخزرجي صالح جواد طعمة، حسن عبد الامير، زكي الصراف، مهدي جاسم، عباس أبو الطوس، ومحمد القريني وغيرهم. وكان لها تأثير كبير في تغير الاذواق وتهذيب النفوس واستمرت حتى عام 1953. كما أصدرت أعداداً خاصة بالإمام الحسين(عليه السلام)، واحتجبت عن الأنظار بعد أن صدر منها (60) عدداً.
6ـ رسالة الشرق: مجلة أدبية شهرية صاحبها السيد صدر الدين الحكيم الشهرستاني ومديرها المحامي حسن حيدر، صدر عددها الاول في20 جمادى الآخرة سنة1373هـ، ساهم في تحريرها الدكتور عبد الجواد الكليدار، عبد الرزاق الوهاب، ومحمد القريني وغيرهم؛ استمرت في الصدور عاماً واحداً، وبسبب صدور القانون العام للمطبوعات ألغي امتيازها. 
7ـ شعلة الاهالي: جريدة سياسية أسبوعية، صاحبها ورئيس تحريرها المحامي السيد عبد الصاحب الأشيقر، صدرت سنة1379هـ - 1960م، كانت تعكس في صفحاتها اخلاص وتفاني الكربلائيين في دعم كيان هذا البلد، وقد برهنت أعدادها القليلة على سلوكها النبيل في النهج الديمقراطي السليم، انقطعت عن الخدمة العامة بعد ان صدر منها 28عدداً.
8ـ أجوبة المسائل الدينية: نشرة شهرية دينية صاحبها السيد عبد الرضا المرعشي الشهرستاني، صدرت سنة 1373 هـ/ 1951م، واستمرت 14 عاماً، وكان مقر إصدارها المدرسة الهندية.