أروى طفلة صغيرة بلغت السنة السادسة هذا العام، وهي الطفلة الاولى لعائلتها، ولها أخ أصغر منها بسنتين اسمه احمد يعيشان مع والدتهما. المدرسة قريبة وقد رأتها اروى مئات المرات، لكن هذا اليوم مختلف لها ولعائلتها.
اليوم هو اليوم الأول من دخولها الى المدرسة، وقد ارتدت اروى ملابسها السوداء، ولم ترتدي الزي المدرسي وحملت حقيبتها الفارغة التي ملأتها بالأحلام والامنيات التي يفكر بها كل طفل صغير حتى استمالت الحقيبة عن كتفها، وذهبت اروى مع ابنة الجيران هدى الى المدرسة.
وعندما وصلت مبكرة الى باب المدرسة، وقفت بانتظار أن يفتح الباب رأت جميع التلميذات اللواتي بعمرها، وقد جاءت كل واحدة مع امها واختها الكبرى وقع نظرها على طفلة جميلة ارتدت الملابس البيضاء والرصاصي، وقد جاء معها والدها، وحين فتح الباب قبل الاب ابنته وودعها وأروى تنظر اليه.
دخل الجميع المدرسة وظلت اروى تلاحق تلك الصغيرة بنظراتها، عندها دقّ الجرس ايذاناً بالاصطفاف الصباحي، جاءت معلمة الصف الأول، ورحبت بالتلاميذ الجدد وعلمتهم كيفية الوقوف الواحد تلو الآخر، ووضعت يد كل فتاة بيد زميلتها التي تقف بجانبها.
كانت أروى تتمنى أن تقف بجانب تلك الفتاة الجميلة؛ لأنها كانت تتصور تلك الفتاة تملك ما لا تملكه هي. انتهى اليوم المدرسي بدون أن تشعر بالوقت، وعادت الى امها ولديها الكثير من الاسئلة، وكل ما قالته لأمها، عندما سألتها عن المدرسة: "مو حلوة"..!
تمنت اروى ان اليوم التالي لا يأتي، وفي المساء وضعت رأسها على الوسادة ووجهت نظراتها الى صورة والدها التي كانت معلقة على الحائط وفي قلبها الصغير امنية لا تتحقق.
نامت اروى وعيونها ممتلئة بالدموع، واصبح الصباح وجاء اليوم الثاني... اعدت والدة اروى طعام الفطور وأيقظتها والبستها تلك الملابس السوداء، وجاءت هدى لتصطحبها الى الدوام، لكن اروى كانت متأخرة ولم تحمل حقيبتها على كتفها واحتجت بأنها فارغة..!!
وصلت اروى وهدى وقد دخل الجميع، دق الجرس وجاءت المعلمات لتقف كل معلمة مع تلميذاتها، انتبهت المعلمة ان اروى ترتدي السواد، فسألتها عن السبب قالت ان ابي شهيد، فاقتربت المعلمة من المديرة وذكرتها بأن لديها يتيمه جديدة.
وبعد ان القت المديرة التحية على الجميع صفق الجميع للتلاميذ الجدد، وقالت المديرة بأننا نقف هنا ونستمر بالحياة والعمل؛ بسبب رجال ابطال لم نرهم ولا نعرفهم، ولكن نعرف ابناءهم ونفتخر بانهم معنا وفي مدرستنا، فشكراً لأولئك الابطال ومن هؤلاء الابطال والد اروى ونرجس وياسمين.. ودعتهم للوقوف امام العلم العراقي وصفق الجميع بحرارة.. عندها شعرت اروى بالفخر، واحست انها افضل الجميع.
|