• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رحلة المسير.. تدعونا الى التطوير .
                          • الكاتب : عفاف محمد محسن .

رحلة المسير.. تدعونا الى التطوير

 لما انقضت الزيارة الأربعينية المباركة، وأخذنا منها وطراً من التعايش السلمي، وتشرفنا باللقاء مع الأحبة أحباب الحسين (عليه السلام) من كل أنحاء العالم، وعشنا أسعد اللحظات في خدمة الزوار، حقيقة الروحانية التي كنا فيها لا توصف.. كانت لحظات أو أياماً من نكران الذات: الايثار، "الكرم، سعة الصدر، الجهود المتفانية.." كلها في سبيل راحة الزائر المحترم، وإدخال السرور على قلب حبيبنا الحسين (عليه السلام).
إكرام أسطوري الشكل، تفان رائع مصغر لدولة العدل الإلهية، اضمحلال كلمة (أنا)، وكلمة (لا)، وكلمة (نفسي)، وكلمة (أهلي)، حلم اليقظة من فضائل الأخلاق على مدى الطريق خلال هذه المدة الزمنية.
 لا أبالغ في القول: إنني أعيش فيها أسعد اللحظات في حياتي، وأنا أرى مختلف الناس متوجهة ومقبلة كل هذا الاقبال، غير آبهة للحر ولا للبرد ولا للمعاناة في سبيل التوجه الى قبلة الأحرار سيد الشهداء الحسين (عليه السلام).
 كنا عندما تقل العرجة على الطرقات، وتهدأ العيون، وينام الزوار، نجلس كمجاميع نحن أصحاب المواكب لتهيئة متطلبات اليوم الثاني، استعداد لجميع نواحي الخدمات أو لإزالة بعض العقبات التي تواجهنا، وعادة ما يدور الحديث عن بعض المواقف التي نراها أو نتعرض لها.. طبعاً نحن موكبنا بسيط، ولدينا حمامات صحية أيضاً بسيطة، وخيام استراحة للزوار.
وقد لفت انتباهي وانتباه القائمين على بعض المواكب أمور منها:
تلف بعض الطعام، أو عدم رغبة الناس به، احتياج كبير للمناديل الورقية والصابون السائل والمنظفات، توجه أغلب الزوار للحسينيات الكبيرة، والتي تتميز بوسائل الراحة، نظرات بعض الزوار من الخارج الى بعض الأماكن باستهجان أو قول بعض الكلمات ما يظهر نفورهم من بعض الأماكن التي لا تتميز بالنظافة والراحة.
 ذهاب الكثير من الزوار الى الأماكن ذات البناء أكثر من الخيام، أو رفضهم للطعام مما يؤدي الى التبذير..
هذه مجموعة من الملاحظات التي ذكرها أغلب الموجودين، وكان يحضر معنا الشيخ أبو صالح المحترم لما أكملنا الملاحظات قال: الزوار يأتوننا عادة من كل البلاد، وسينقلون عنا كل شيء، إن ما ذكرتموه لاحظته خلال سنوات، وكنت أتمنى أن تلاحظوه لنصل الى خطوة مهمة في سبيل خدمة الزوار، وفي سبيل نقل صورة جميلة عنا؛ ليرغب الناس في هذا المذهب مذهب آل محمد (عليهم السلام)، وهذا من أكبر أهداف خدمة الحسين وزواره (عليهم السلام)، يقول الشيخ أبو صالح: نحن نتمنى أن نقدم كل شيء للزائر، ونحن نبذل كل طاقتنا.. هذا ما نستطيعه.. ولكن لإيجاد بعض الحلول لهذه المسائل أقترح: أن نجمع أكبر عدد من المواكب الصغيرة، ونبيع كل ممتلكاتها، وبما إنها للحسين (عليه السلام) نشتري أرضاً للحسين (عليه السلام)، ونبني فيها حسينية كبيرة ذات طوابق ومصعد، ونأتي بالمهندسين؛ ليضعوا خريطة خدمية وذات طابع منظم ومرغوب للزائر المحترم، ونراعي فيها الزوار الأجانب من غير العراقيين الذين يعيشون في البلدان المتطورة، خريطة فيها أماكن للراحة تتميز بالترتيب والنظام العمراني الحديث.
بعدها نقسم العمل الى: قسم مختص بالنظافة، قسم للاستقبال، قسم الى الاشراف، قسم لطبخ الطعام، قسم للطبابة، وقسم لرفع بقايا الطعام من خلال الاتفاق مع سيارات خاصة لرفع فضلات الطعام.
هنا حظي رأي الشيخ بالتأييد، لكن هناك من يختلف في امكانية هذا العمل، فأجاب البعض ان بركة الحسين (عليه السلام) معنا، وما دام العمل فيه رضا الله سيطرح الله فيه البركة، ونقيم حسينية كبيرة جداً.. وقال أبو صالح: هذا عمل كبير يحتاج لجهد وتعاون واقناع الكثير من أصحاب المواكب الصغيرة في هذا الأمر.
هنا قال ابو محمد: هناك ملاحظة مهمة، الحسينية تقي الزوار من حر الصيف، وبرد الشتاء وهذا مهم جداً.
وقال صاحب موكب آخر: حقيقة حين يأتي الزوار للاستراحة والجو بارد، أرى بعضهم يخرج بعد مدة قليلة، أنا أحزن حين أرى هذا الأمر، فقال له أبو صالح: إذن، فلنتوكل على الله تعالى في هذا الأمر.
وقبل أن أنسى هناك الحل الثاني، فقال الجالسون: تفضل شيخنا.. قال الشيخ:
 أن نبيع هذه الممتلكات، ونتوجه الى العتبات المقدسة، إما نعطيهم هذا المال لخدمة الزوار وشراء ما تحتاجه مدن الزائرين لخدمة الزوار، أو نشركهم معنا في البناء والتنظيم والاستفادة من تجاربهم في هذا الأمر، وسننتفع أكثر بواسطة مشاريعهم العملاقة، مثلاً يصبح المال جزءا من بناء مدينة زائرين أو حسينية جديدة تابعة للعتبات المقدسة، وهنيئا لمن وضع ماله في خدمة الحسين (عليه السلام) وزواره.

علي الخباز, [٢٤.٠٣.٢١ ٠٣:٠٧]
أيضاً حظي هذا الرأي بتأييد الجميع؛ وذلك لأنهم يعلمون جودة خدمة الزوار في مدن الزائرين المنظمة والجميلة، وكيفية ثناء الزوار وتعبيرهم عن الراحة عندما يأتون اليها.. هنا فرح الشيخ، وحمد الله تعالى على وصول أصحابه الى هذه النقطة الجوهرية في تطوير طرق الخدمة، وتقديم الأفضل، بعيداً عن الاختلافات والمنافسات غير الموجهة ودعاهم الى التنافس في الحسنات، وجمع الأعداد الكبيرة للاشتراك في هذا المشروع المبارك.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153376
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15