وجه يحمل البشر والسعد والفلاح، ونوال خير جميل، وصورة حب المؤمن صاغها قول نبي كريم (ص): ((يا علي، لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق))، واهل الفارسة (داليا جردو نمر) يحملون في قلوبهم حب الإمام علي (عليه السلام)، كما يحبون من يحبه، تيمناً منهم بالعدالة التي نادى بها الاسلام الحق.
فتاة ايزيدية مواليد 1998/ محافظة نينوى/ قضاء سنجار/ مجمع تل قصب، تميزت بإجادتها ثلاث لغات: (التركية، العربية، واللاتينية)، طالبة في الصف الرابع الاعدادي، تركت حقيبة مدرستها لتحمل جعب القتال، ولتواجه اعداء الانسانية (داعش) في اليوم الثالث من شهر آب 2014م.
احتفى التأريخ بانتمائها لصفوف المقاتلات (وحدات نساء شنكال)، في يوم 29/11/2014م، تقول داليا: "أصبحت المرأة الايزيدية اكثر ضحية في هذه الابادة الجماعية، وكأنها اتخذت هذه الابادة على المرأة الايزيدية بشكل خاص، وكي لا نفقد الأمل ابداً -نحن النساء الايزيديات- قمنا بتنظيم انفسنا في وحدات مقاومة شنكال، المرأة الايزيدية تحتاج الى تنظيم وحماية، اكثر من الاهتمام بالأكل والشرب؛ لكي نوقف تلك الأبادات ونغلق ابوابها."
اتصفت الفارسة بابتسامتها النقية، وطيبة قلبها، كانت مثالاً يحتذى به في سوح الجهاد والدفاع عن الاهل والعرض، الجود بالنفس هو اغلى شيء يملكه الانسان، ليقدمه من اجل الدفاع عن الوطن بكل ما يحتويه من ارض وأهل وعرض من المجرمين، لتقول للتاريخ:ـ النساء التحقن بصفوف المقاتلين، واظهرن شجاعتهن بسوح الجهاد، والفارسة كانت تترأسهم لإيمانها بانتصار الحق، وبانتصار الدم على السيف، كما انتصر الامام الحسين (عليه السلام)، وخُلد اسمه عبر العصور.
تميزت الفارسة بشجاعتها وصمودها وثباتها في مقاتلة اعداء الانسانية (داعش)، الذين ارتكبوا الجرائم ضد من آمن بالله خالقاً ومدبراً للأمور، حملت الفارسة رشاشتها صوب العدو تقاتلهم، مدافعة تتوسم الشجاعة، ومقبلة غير مدبرة، شاركت في عدة معارك احداها على جبل قنديل شمال العراق القريب من تركيا، اشهد انها قتلت العديد من الدواعش.
واستشهدت على جبل شنكال؛ ليحصد روحها الطاهرة رصاص الغدر والسخيمة، وكان ذلك قبل المظاهرات التي أقيمت لإنقاذ النساء المخطوفات بعدة ساعات، في 1/6/2016 عن عمر يناهز 18 سنة، لتستشهد بيوم الاحتفال الموسوم عيد (خدر والياس المقدس)، رحم الله الشهيدة المقاتلة، وأسكنها فسيح جناته.
|