هناك حيثُ لاحت علامات السرور على محياّ الوجود، وهو يستقبل أطهر مولود وأزكاه ، من بعد المنصوص عَليهم بالعصمة سيّدي شباب أهل الجنَّه مثلما أستقبلهُ أمير المؤمنين (عليه السلام) بفرحٍ غامر وثغرٍ باسم، وكان هذا في الرابع من شهرٍ شعبان، ولَّما أُحظر أمامهُ ولدهُ الحبيب ليجري عليه مراسيم السنه النَبويَّة ،راحت تحاكيه صورتهُ النورانية، قائلة له: أنا وليد نبوءتك التي من أجلها خُلقت، ولها روحي فداء، أبي الحنون لاتحزن على ذرَاعيَّ إذ تُقطعان دفاعاً عن سيَّدي الحسين (عليه السلام)ولاتذرف الدموع فهما حتماً سيعوّضان بجناحين في الجنه كعمّي جَعفر ابن ابي طالب (عليه السلام)وعند لقائنا هناك، ستعلم ياابي أنَّ رغبتك قد تحقّقت، نعم تلك التي. أخذت عقيلاً الى امرأة ولدتها فرسان العرب لتلد غلاماً أسداً ، يؤازر أخاهُ في يوم الطفّ العظيم، وفي هذه الأثناء إنقطع الكلام وعمَّ الهدوء بالمكان ، لَّما أقبلت فاطمة بنتُ حزام نحو رضيعها الصغير، وبينما هي تتأمّل وجههُ بحنان، تمثّل لها ذلك القمر المنير الذي سقط في حجرها في عالم الرؤُيا ،إذ لم تجد له تفسير في حينها سوى الآن وبلقب (قمربني هاشم) تأكّد لها ذلك ;لأنّ هذا اللقب لم يكن إلاّ لأجداده الأطهار من أبيه: قمر البطحاء .. عبد مناف .. وقمر الحرم ; عبد الله والد رسول (صلى الله عليه واله) ياله من وسام شرف منحته بنو هاشم لقرّة عينها العبّاس (عليه السلام) ومع تأمّلات أمّ البنين (عليها السلام) هذه اًنطلقت حروف التعويذهّ لملاكها الجميل، من خصوبة الحنين (أعيذه بالواحد)، ويردّد لسان الكون معها (من عين كل حاسد) ،ثمّ تُكمل الطيور من فوق الشجر (قائمهم والقاعد، سلمهم والجاحد) ويردّد شعاع الشمس إلى جنب النهر (صادرهم والوارد .. ولدهم والوالد)، وفي سكوتها يعلم الجميع أنّ العّباسَ (عليه السلام) قد نام، وإلى أن يستيقظ يردّدونها بهمس ...ليس لشيء بل لأنها تعويذة القمر.
بقلم إيمان صاحب
|