الإعلام يلعب دوراً كبيراً في قلب الحقائق أو كشف الحقائق ، ولقد كان الوسيلة الناجعة لمن بيده المال والسلطة لتلميع الوجوه القبيحة والكالحة تلك الوجوه التي ولغت بدماء الأبرياء وشربت منها حتى صارت ثملة ، تحسب أن مديحها من المتملقين لها أن ما تفعله هو الحق.
وكم مرت على البشرية من هذه النماذج ، التي صنعت لها تاريخاً مزيفاً ومجداً قام على قتل الأبرياء وسرقت قوت الفقراء .
نعم إنه تاريخ الباطل الذي ينتفخ كالبالون ، فيحسبه الناظر إليه من بعيد إنه كبيرٌ وكبير ، لكن الناقد البصير والذي يتحرى الحق ويطلبه يراه فارغاً مجرد هواء .
نعم إنه هواء فمجرد أن تغرز به إبرة الباحث عن الحقيقة سوف ينفجر ذلك البالون ولا يبقى منه سوى أشلاء موزعه ها هنا وها هنا ، حتى لا تنفع للترقيع ، ولا تغطي عورات الأقلام المأجورة التي باعت ضميرها بثمن بخس .
وما أريد أن أصل إليه أن الإعلام الأموي والعباسي ، كم زيف التاريخ وجعل من بعض النكرات أبطال ، ومن المجرمين والظلمة أولياء الله ، ومن القتلة فاتحين ، ومن الحاقدين صالحين .
فمعاوية مثلاً مصلح حقن دماء المسلمين ، وعمر بن العاص ورع تقي وصحابي جليل ، ومن الحجاج المجرم داهية وسياسي ، ومن المتوكل عاقر الخمر ومن توزع جسمه في كأس شرابه محي السنة ( سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم )
وها هي نفس ماكنة الإعلام تعود لتجعل من المجرم صدام حمل وديع لا يحب سفك الدماء وهو من أعز َّ العراق والعراقيين ، وذلك على لسان ابنته التي تفتخر به في قناة الفتنة التي تبث سمومها طوال سنين على الشعب العراقي وعلى الدين ومدرسة أهل البيت عليهم السلام .
نعم هو الإعلام نفس الإعلام ، والمال نفس المال ، الإعلام الأموي والعباسي لحكام الخليج المتصهينين .
لكن ليس عتبي عليهم فهم إخوة إبليس وهذا ديدنهم وهو دينهم في تمجيد الطغاة والظلمة .
لكن عتبي على قنواتنا الفضائية وإعلامنا المتاخر ، ألم نستطع مع هذا الإنفتاح وهذه الحرية أن نوصل مظلومية أهل البيت بطريقة حضارية لكل العالم ، ونكشف حقيقة مظلوميتهم لمن يجهل تلك الحقيقة .
أعجبُ مجرد قناة وابنة سفاح لقاء واحد جعل الكل يتعاطف معها حتى من الجماهير الشيعية التي ذاقت المرَّ من أيام حكم أبيها .
فهل وجدنا قناة من سقوط النظام إلى الآن استطاعت أن تعرف العالم بمظلومية الشهيد محمد باقر الصدر المفكر الإسلامي الكبير ، أو أجرت لقاء مع إحدى بنات السيد لتتحدث عن أخلاق أبيها وجهاده وتضحيته ، وعن أيام المحنة التي عاشوها وعن كيفية إعتقاله وكيفية إعدامه ، وكيف وصلهم نبأ شهادته ، وكيف وصلهم جسده هو والعلوية بنت الهدى اللذان ضحيا من أجل العراق والعراقيين والدين والمذهب .
أين إعلامنا من ذلك ؟
أين اقلامنا من ذلك ؟
وشتان بين صدام والشهيد الصدر
وبين رغد والسيدة العلوية بنت الهدى
لكن إنما الظلامة تتسع بسكوت المظلوم
والأظلم من ذلك عندما نتاجر بدم المظلوم
|