سمحت مواقع التواصل الاجتماعي ومجاميع الوتساب وتويتر‘
وحتى القنوات الفضائية بظهور عدد كبير من ( المحللين والخبراء
والاستراتيجيين ) الذين يفهمون بكل شي.
بالماضي والحاضر والمستقبل.
بالسياسة والثقافة والادب.
بالمشاعر الانسانية وعلم النفس وعلم الاجتماع.
بالطبخ والنفخ والتنظيف والتجفيف.
بالحب والكره والمكياج والتنحيف والتصفيف.
بالفقه والفلسفة والعقائد والافكار.
بالرياضة وكمال الاجسام.
هؤلاء العباقرة في كل شي اصبحوا الان‘
مجاميع ضخمة يخرجون لك في كل مكان.
في السيارة وانت تستمع الى الراديو‘
في القطار وانت تشاهد اعلانا معينا‘
في المنزل وانت تتابع بعض الفضائيات‘
في السرير وانت تراجع عبر الهاتف بعض الرسائل.
قسم كبير منهم لم يسافر او يقرأ تاريخ بلده‘
فضلا عن تاريخ المجتمعات والحضارات الاخرى‘
ولم يخوضوا تجربة الحرب والنفي والسجن‘
والانتظار والفاقة والقلق واليتم والتهميش.
عقول مشروخة وفارغة ومعطوبة‘
وماكنات لا تعصر الا الهباء‘
عبر الاجترار والتكرار والابتذال
على مستوى الباطن والظاهر.
هل بهؤلاء نستشرف المستقبل والحال انهم
اصبحوا تيار متغول وخطير في المجتمع.
هكذا انقلبت معايير المجتمع‘
وصار التحايل ( والفهلوه ) شطاره وذكاء‘
في حين النبيل والمتواضع والحليم
يتحول الى مسخرة واستهزاء و( نكته)‘
والسفهاء يحللون ويحرمون على طريقتهم‘
من دون رقيب او حسيب.
هذه الظواهر السلبية تقتضي المصلحة العامة‘
محاصرتها بجهاز معرفي لا يستعين بلغة هابطة‘
ولا بتفسيرات جاهزة ولا ( كلايش )متوارثة.
وانما من خلال تفكير علمي يربط نتائج‘
ما وصلنا اليه بالاسباب الحقيقية‘
لظهور خبراء التتن واللبن.
|