قلم متميز وصحفي عريق، شهرته الكبرى جاءت من سيرته أ لنقابية الجهيرة التي لها فيها حكايات داخل وخارج العراق أقرب إلى أساطير الأولين، صحفي تعجز عن وصفه، ولكنك تجد أنه صورة حية للمواطن العراقي، الذي قهر وهاجر وناضل وصنع لنفسه مدارا يتحرك فيه، يصارع هذا ويصافح ذاك وينتصر لعقله وأفكاره
حين تنمو الحروف وتصبح وارفة الظلال وينضج الثمر تكون البهجة اكبر من تعب السنوات وحين تجتمع كل أيام رحلة الجهد والعمل في سلة واحدة فالجميع يشارك في فرحة هذا الحصاد ، هكذا راهن الأستاذ والزميل البارع زيد الحلي على فرحنا وعلى جني الثمار بعد رحلة قاربت النصف قرن من الزمن قضاها في مهنة المتاعب لِيَشركنا معه ذات المتعة .هذه المتعة التي دونت تاريخ ذاكرة متقدة قد رافقتها إحداث متشعبة, فذكريات صحفي خلال أربعة عقود يعني تاريخ أجيال وأحداث, كل ذلك تضمنه كتاب حمل عنوانا دالا عليه وهو (خمسون عاما في الصحافة - ذكريات صحفي في أربعة عقود)
هذا الكتاب الذي يضم (290) صفحة حقق عنصر التشويق لقراءته ومن ثم المتعة التي تحققت من طبيعة سرد الإحداث والمواقف التي عاشها الكاتب طيلة نصف قرن من الزمن وهي فترة ليست بالقصيرة, فالحلي الذي ولج الى عالم الصحافة وهو ابن(17) عاما لم يلجها من باب الهواية والترف إنما كان راغبا وعارفا فيما اختار لذلك مضى بسعيه بكل ثقة حتى نضجت لديه التجربة وتحققت له انجازات عدة وكان شعاره الدائم في الصحافة أزرع زهرة على شاطيء الحياة كي يشم عطرها كل جيل آت من الحياة ، احبه الصحفيون فأنتخبوه لست دورات في مجلس نقابة الصحفيين العراقيين حاصل على اربع دبلومات في الصحافة ، الاول من المعهد القومي للصحفيين العرب في عام 1976 واثنان من كليه التضامن للصحافة والاعلام في هنكاريا في عامي 1968 و 1990 والرابع من معهد يوليوس فوجم في براغ عام 1989
مثّل الانسان بكل صفاته من حيث دماثة خلقة وحسن تعامله مع الاخرين ومواقفه النبيلة حتى مع من نصب له العداء وكاد به , و كتابه المنوه عنه قد تضمن جزء ا من ماذكرناه, فهو نادر مثل كتابه النادر الذي احتوى الكثير منها و من بين هذه النوادر الجميلة التي استقصيتها في هذا الكتاب الذي أتيحت لي فرصة مطالعته ان الحلي استطاع ان يصور لنا ماعاشه من ذكريات صحفية وحياتيه غاية في الأهمية كونها امتدت بمساحتها إلى أربعة عهود من الحكم السياسي في العراق ابتدأ ت من عبد السلام عارف الى صدام حسين , والحقيقة يبقى الكتاب نادرا بكل شيء بسرده وبمعلوماته وبغور السيرة الذاتية للكاتب والشخوص التي تفاعل معها ورافقها في مسيرته الطويلة هذه ، انه سجل لحكايات أزمنة مختلفة وأحداث كبيرة ومهمة فهو أضمامة مهمة جدا تضاف إلى المكتبة العراقية ,, فمبروك للأستاذ الحلي المدرسة الصحفية الحقة هذا الانجاز الرائع ومبروك لنا نحن تلامذته هذه الثمار التي سنتغذى منها في مسيرتنا الحياتية والمهنية .
الف تحية لابي زياد الصحفي البارع المخلص صاحب القيم والخلق الرفيع ، قلمك يستحق التقدير والإجلال والإحترام.
فريدة الحسني
|