الى سيِّدتي ومَولاتي السَّيدة زينب بنت عليٍّ (ع):
ذِي جَنَّةُ اللهِ حيثُ اللهُ يَدَّخِرُ....
تُزَيِّنُ الشَّامَ نَوَّارًا فَيَزْدَهِرُ
مِنْ قَبْلِ أَلْفٍ ومَازَالَتْ مَفَاتِنُها ....
يَحفُّهَا النُّورُ فَيْضًا وَهوَ يَفْتَخِرُ
نَفْحٌ مِنَ الطِّيبِ لِلأَرواحِ يَجذِبُها....
ودَوحَةٌ بِجَمالِ الذِّكرِ تَعتَطِرُ
وقُبَّةٌ عَانَقَتْهَا الشَّمْسُ فَالْتَمَعَتْ ....
بسِحرِ نورٍ كَمَا الهَالاتِ يَنهَمِرُ
تَزهُو مَنَائَرُها الحَسنَاءُ صَادِحَةً: ....
اللهُ أَكبَرُ , لِلإيمانِ تَختَصِرُ
تُعِيدُ ذَاكِرَةُ التَّاريخِ صَفحَتَهَا ....
بلاغةً أَلْجَمَتْ أَفواهَ مَنْ غَدَرُوا
وَحَاجَجَتْ بِكِتَابِ اللهِ طاغِيَةً ....
فَانْدَاحَ بالذُّلِّ حَتَّى كَادَ يَنفَجِرُ
صَاغَتْ بَلاغَتَها جُرحًا تُكَابِدُهُ ....
فَانْهَالَ صَاعِقَةً فَاضَتْ بَهَا سَقَرُ
وَاهْتَزَّ عَرشُ بَنِي الطَّاغُوتِ مُرتَعِشًا....
ومَاجَتِ الأَرضُ تَضْرَى وتَسْتَعِرُ
سَلَيْلَةُ الآلِ والقُرآنُ خَلَّدَهُمْ ....
مُطَهَّرُونَ فَلَا يَرقَى لَهُمْ بَشَرُ
يازَيْنَبَ الطُّهرِ بَعضُ الطَّفِ شَاهِدُهُ ....
يَروِي مَواقفَ آلَامٍ ويَعتَصِرُ
بِنْتَ النَّبِيْيَنَ , هذا العزُّ مفخرةٌ ....
ماكانَ للهِ يَنْمُو ثُمَّ يَنْتَشِرُ
تبَقيْنَ في كَنَفِ الرَّحمَنِ نَاطِقَةً ...
تُحَدِّثُ النَّاسَ إفْصَاحًا وتَختَبِرُ
تِلكَ الشَّواهِدُ تَبقَى دَرسَ تَضْحِيةٍ ...
لِتُلْهِمَ الصَّبرَ أَجِيْالًا فَيَعتَبِرُوا
*******
لأَنَّها المَجْدُ في العَليَا مُخَلَّدةٌ ....
رَامَ الدَّوَاعِشُ فِعلَ الشَّرِّ فانْكَسَرُوا
تَكَالَبَ الرِّجسُ يَبغِي هَدْمَ مَرقَدِها ....
مِنْ كُلِّ فَجٍّ إذْ الأَحقادُ تَنْتَغِرُ
كانُوا ومَازَالَ غَيْظُ الحِقْدِ يَغْمُرَهُمْ ....
مُنذُ السَّقِيفَةِ لَمْ يَهْدَأ لَهُمْ وَتَرُ
هُمُ النَّواصِبُ قَد شَاخَتْ مَلامِحُهُمْ ....
وَمِنْ عُيُونِهِمُ يَطَّايَرُ الشَّرَرُ
قد طَوَّقُوها وَظَنُّوا أَنَّهُمْ فَلَحُوا.....
فَخَابَ فَأْلَهُمُ دَحْرًا بِمَا ضَمَرُوا
هبَّ النَّشَامَى مِن الأَمْصَارِ يَسْبِقُهُمْ....
سَيْلٌ مِنَ الهِمَمِ الشَّمَّاءِ يَبْتَدِرُ
نِدَاؤهُمْ (يالِثَارَاتِ الحُسَينِ)فِدًى ....
جِئْنَاكِ زَيْنَبُ والأَعَمَارُ مُشْتَجَرُ
حَشْدُ المُوالِينَ بالصَّولاتِ قَد عُرِفُوا...
إذْ مَزَّقُوا المَوْتَ أَشْلاءً بِمَا صَبَرُوا
وخَضَّبُوا الأَرضَ فَاخْضَرَّتْ دِمَاؤهُمُ....
زَهرَاءَ يَضْحَكُ في وَادِيْهِمُ الزَّهَرُ
وَحَقَقُّوُا النَّصْرَ تَاريْخًا بِعَزمِهِمُ......
نَصْرًا بهِ انْدَحَرَ الأَوغَادُ والغَجَرُ
|