• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اختفاءُ العَرَبِ عَنْ الوجُودِ ! .
                          • الكاتب : زعيم الخيرالله .

اختفاءُ العَرَبِ عَنْ الوجُودِ !

طَلَبَ مني اخي الفاضلُ الشيخُ خضير الوحيلي ابداءَ رأيي بمقالِ الكاتبِ والاعلاميِّ الفِلَسْطينيِّ أكرم عطا الله المنشور في جريدة "نيويورك تايم " الامريكية ، تحت عنوان : (ماذا لو اختفى العرب جميعاً ؟ ) ، والكاتبُ تَحَدَثَ عَنْ أَنَّ العربَ أُمَّةٌ لاقيمةَ لها في الميزان الدولي ؛ فهي أُمَّةٌ مُسْتَهْلِكَةٌ وَعالَةٌ على مايُنْتِجُهُ الآخَرونَ ، أُمَّةٌ تُمَزِقُها الحروبُ ويقتلُ بعضُها بَعضاً ، وَأَنَّ خيطَ الدَّمِ العربيِّ مُمْتَدٌّ من ليبيا الى العراق ، وأَنَّ العالَمَ لايَتَأَثَرُ باختفائهم ؛ فلن تتوقف المصانعُ ولنْ تَتَعَطَّلَ حركةُ الحياةِ ؛ لان العربَ لادور لهم في السياسةِ واقتصاديات العالَم ، ولااسهام لهم في الحضارة.
هل التَّخَلُّفُ والتَّمَزُقُ والحُروبُ سِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ لَصِيقَةٌ بالعَرَبِ كأُمَّةٍ ؟ أَمْ أَنَّ التَّخَلُفَ لَهُ سُنَنُهُ وقوانينُهُ تخضعُ لها كُلُّ اُمَمِ العالَم ؟ ألَمْ تَكُنْ أوربا متخلفةً في قرونِها الوسطى، وكان العَربُ متحضرينَ ومصدرَ الهام اوربا ، وهذا ماشهدَ به مفكرو اوربا المنصفونَ؟
أَلَمْ يَكُنْ الاستبدادُ عاملاً اساسياً في تخلفنا وتمزقنا وويلاتنا ؟ هل الانسانُ العربي هو الذي يتحمل مسؤولية التخلف وحده، ام حكام العرب المستبدون الذين صادرو حرية الناس وسحقوا ارادتهم ؟ حكام العرب فقدوا ارادتهم امام الكبار ، وفرطوا بحقوق اوطانهم وبلدانهم وكرامات شعوبهم . أَلَم تساهم القوى الكبرى بتكريس تخلفنا ودعم حكام العرب المستبدين؟
الاستبداد أَزْمَةٌ تصادرُ ارادةَ الناسِ وَتُلغي حقوقهم وتنتهكُ كرامتهم ، بل وحتى تُبَدِّلُ أَخلاقَهم كما ذكر ذلك عبدالرحمن الكواكبي في كتابِهِ القيّم " طبائع الاستبداد " . العقول العربية التي هاجرت الى اوربا وعاشت مُناخَ الحُرِّيَّةِ ابدعت واخترعت ، وهناك الكثير من الاختراعات اخترعتها يدٌ عربيّة واسلاميّة لم تسجل باسماء اصحابها . اذن ليست المشكلة في الانسانِ العربي ، ولافي عقله ، وقدراته العلمية . يجب ان ندرس الواقع العربي وفق سنن التاريخ التي لاتحابي احدا كما يقول الله تعالى : " من يعمل سوءً يُجْزَ به " ، وتخلف الواقعِ العربي ليس امراً لايقبل التغيير اذا غَيَّرَ العربُ مابانفُسِهم ؛ لان اللهَ لايغيّر مابقومٍ حتى يغيّروا مابانفسهم .
وهل اذا ختفى العربُ عن عالم الوجود يبقى العلم كله غير متاثر بهذا الحدث ؟ الا تتأَثر اقتصادياتُهُ المعتمدة على النفط العربي ، وثروات العرب ، واموال العرب في البنوك العالم ؟ الكاتب طرح اسئلةً افتراضيةً ، يمكن ان نطرح الكثير على شاكلتها ؟ ماذا لو اختفت الدول الكبرى ؟ هل يحل السلام في ربوع العالم ؟ وهل ستختفي الحروبُ ، وهل تعيشُ الشعوب بوئام وسلامٍ ؟ هل يختفي قهر الشعوب واذلالها ؟ وهل ستختفي الاساطيل والبوارج الحربية من مياهنا الاقليمية ؟ اسئلةٌ كثيرةٌ افتراضيةٌ يمكن ان تطرح .
امراضنا وتخلفنا وجهلنا تخضع لسنن وقوانين التاريخ ، كما يخضع الاخرون لها .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150586
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 17